نظمت الجامعة الأردنية مسابقة لاختيار شاعر الجامعات تحت عنوان: عرار شاعر الأردن!
عرار هو شاعر مفكر فيلسوف، حاضر في الثلاثينات من القرن الماضي في جامعة القاهرة عن فلسفة الوجود. عرار ليس مجرد شاعر، بل مفكر تحدث عن المواطنة والهوية قبل مئة عام تقريبًا. تمرد على الواقع وقواعده نصرة للفقراء، وحماهم من تغول الدائنين "بالفائض" أو الربا، ودعم قضايا المستضعفين:
يا مدّعي عام اللواء
وخير من حمل القضية
الهبرُ مثلي، ثم مثلك أردني التابعية، والهبرُ هذا، هو زعيم من كانوا يسمّون بالنور! قال فيهم عرار:
نوَرٌ نسميهم ونحن بعرفهم منهم وفي عرف الحقيقة أنورُ!
عرار، شاعر الأردن دخل ضمير الوطن والمواطن! دخل مشاعرنا وحاراتنا وأفكارنا، ولكنه طُرِد من مناهجنا المدرسية ، وحرموا أجيالًا من تأمّل فكر عرار وشاعريته! طُرد من مناهج وزارة التربية بذريعة السّكر، وشرب الخمرة، وليس بذريعة الشعر والأدب!
هذه أشعار أقلقت ثقافة وزارة التربية حتى عام٢.١٦، وربما كانت سببًا في نقل المناهج بعيدًا عنها في مركز وطني للمناهج!
وهذه الأيام صدرت القطفة الأولى من مناهج اللغة العربية؛ أربعة كُتِب للصفوف الأول والرابع والسابع والعاشر من دون أن تشير إلى عرار بتعريف عابر بأن اسمه مصطفى وهبي التل! أي تعريف هذا، وأي اهتمام؟!
انتقلت المناهج إلى المركز الوطني للمناهج، وبغياب الوعي الفكري والفلسفي تسللت ثقافة الوزارة التقليدية إلى كتب أطفالنا! غاب عرار!
ويمكنهم تفسير ذلك بأنهم سيتحدثون عنه في الكتب المقبلة! أتمنى ذلك مع أنهم لا يستطيعون تجاهل عرار. ولذلك فإن هذه الدعوة لعرار ستدخله المناهج قطعًا مهما كانت ثقافة مؤلفي الكتب الأربعة الأولى والتى أعادت الأخت إلى خدمة أخيها: كنسًا وطبخًا ورعاية وغير ذلك! بل طلبوا من الطلبة اقتراح خدمات أخرى يمكن للأخت تقديمها لأخيها!!!
المهم عاد عرار من بوابة الجامعة الأردنية. شكرًا للجامعة وفنييها ورئاستها.
مسابقة عرار أبسط ما يمكن أن نقدمها لعرار! ماذا عن المركز الوطني للمناهج! هل سيتخلى عن ثقافة معادية لعرار؟
أين الوعي؟ أين الانفتاح؟ أين مفكرو الأردن!
الكتب ليست للقراءة والكتابة والحساب! الكتب وعي وفكر ووطنية!
لو لم يكن نذير عبيدات رئيس الجامعة قريبًا لي لكتبت الكثير عن الوعي الفكري، والأخلاقي، والوطني في قيادته للجامعة الأردنية! نذير ليس مجرد طبيب، ووزير أعطى دروسًا في المسؤولية، لكنه يثبت كل يوم وعيًا وطنيًا لاحترام قادة الفكر والفن! فقد أعاد التوازن المسؤول إلى رحاب الجامعة وثقافتها!