هل تَنَعَّمَ العرب منذ انهيار الدولة العثمانية
د. حمزة الشيخ حسين
19-09-2023 01:01 AM
تفكك وسقوط الدولة (1908–1922) هي آخر مرحلة من مراحل الدولة العثمانية والتي أدت إلى نهاية حكم العثمانيين على العرب .
كانت البلاد العربية تعاني من مشاكل داخلية من شح السيولة ، وضنك العيش لكن كل هذا كان مشاكل داخلية ،؛وهي أخف وطأة من المشاكل الخارجية التي عانى منها العرب بقدوم القوات الإنجليزية والفرنسية للمنطقة .
فقد رأى العرب نشوء الكيان الصهيوني أمام أعينهم ، وزرعه في قلب العرب ولم تكتفي الدول العظمى بذلك بل زرعت الخلافات ، والفتن بين كافة الدول العربية فسلحت الجيوش العربية بأحدث أنواع الأسلحة في الأرض لقتال بعضهم البعض ، ولكن حجبت عنهم الأسلحة النووية لكون هذا السلاح خارج السيطرة إن وقع .
وقامت ببث كافة إنواع الفرقة والنزاع الوهمي على أراضي مشتركة بينهم لتأجيج الصراع فيما بينهم للأبد …ولم تكتفي بذلك فقامت الدول العظمى بحجب الزراعة ، والصناعة والنهضة الصناعية في بلاد العرب وجعلت فقط مسموح لهم تصدير النفط ، ومواد الخام الطبيعية واستيراد جميع أنواع الغذاء في العالم لكي ينسوا الإنتاج الزراعي فكل شيء متوفر لهم من العالم.
ولم يكتفوا بذلك أيضاً فقاموا باغراق الوطن العربي بالديون التي لن تسدد أبدآ.
قام الغرب بكل هذا ، وأكثر إنهم حرموا معظم بلاد العرب من حقهم بزراعة أرضهم ، أو توفير المياه اللازمة للزراعة ومع التدقيق للخلف قليلاً سترى ان سلة الغذاء لكافة الإمبراطورية العثمانية كانت من أراضي بلاد العرب والمسلمين لكن اليوم العرب لا يستطيعون تأمين الاستقرار والأكتفاء الذاتي من الغذاء بفضل ذكاء وفطنة الدول العظمى التي تراقب المنطقة عن كثب.
السؤال الذي يطرح نفسه اليوم ما هي مآل الدول العربية في المستقبل عند نضوب النفط ، وما في باطن الأرض على يد الدول الكبرى ماذا سَيحّل بِنَا ؛!؟.
كيف سوف نأكل ومن أين ؟.
كيف سنحصل على الأموال والذهب حينما ينضب النفط الغاز.
ما هو موقعنا في ترتيب الأمم التي بنت نفسها ولا تزال تبني نفسها اليوم أستعداداً للغد ؟.
هذه التساؤلات يجب أن تأخذ بالحسبان اليوم خلال الخطط الخمسية ، والعشرية لكافة حكومات المنطقة هذه الأولويات التي يجب ان تكون موجودة على جدول الاعمال اليومي لهذه الحكومات …