أرقام مهمة نشرتها الوكالة اليهودية قبل أيام عن اعداد اليهود في العالم، جاءت هذه المرة مغايرة عن جميع الأرقام السابقة وباعداد مفاجئة، ومما يستشف أن سياسة التضليل ما زالت تعشعش في عقول القائمين على المشروع الصهيوني في فلسطين والشرق الأوسط كله.
بداية..الأرقام هذه تتحدث عن (25) مليون يهودي في العالم، فيما أرقام الوكالة اليهودية قبل سنوات كانت تتحدث عن (15,5) مليون يهودي في العالم، وما بين جاء تبرير زيادة الاعداد مغلفا بعبارة..» من يعتبرون انفسهم يهود «..فهل هؤلاء يهود أم يهود من جنس آخر، غير جنس اليهود من جهة الام، خاصة أن كثيرين يروجون لفكرة أن كل ابن من أم يهودية فهو يهودي، والحقيقة ليست كذلك، فالنسب عند اليهود للأب كما عندنا نحن، لكن القائمين على المشروع الصهيوني اختاروا توقيت حاجتهم للبشر وراحوا يروجون لفكرة ابن اليهودية يهودي.
بالعودة إلى أرقام الوكالة اليهودية في 2023م، أخر تعداد لليهود في العالم، جاءت كالآتي:- (7,2) مليون يهودي في فلسطين من البحر إلى النهر، و(9) ملايين يهودي في أمريكا، ونفس الرقم تقريبا في باقي دول العالم وعلى وجه الخصوص أوروبا وروسيا وكندا وو.. إلخ، وإذا اسقطنا تفنيد دائرة الإحصاء الإسرائيلية لغربلة اليهود نجد أن الأرقام ليست في الانتقاص بل في ازدياد، بما يؤشر أن أرقام الوكالة اليهودية غير صحيح وأن الأعداد أكثر مما ورد في آخر أحصائية لها قبل أيام، فهناك أرقام تتحدث عن أكثر من (25) مليون يهودي في العالم.. والسؤال لماذا كانت الوكالة اليهودية تخفي الأرقام الحقيقية وتتبع سياسة التضليل؟!.
الوكالة اليهودية معنية بعدم إظهار الأرقام الحقيقية عن يهود العالم، لأسباب مرتبطة بمشروعها الاستعماري في فلسطين، بكسب تعاطف الكثيرين بالادعاء أن اليهود قلة وأن مشروعهم لا يمثل خطرا على أحد، ولا يملك مقومات التمدد الجغرافي، لكن الكشف الآن عن الأرقام شبه الحقيقية، مرتبط بخطط حكومة نتنياهو السادس وائتلافه المتطرف بجلب مليون مستوطن جديد إلى مستعمرات الضفة الغربية، وأن الوكاله اليهودية معنية بتكثيف الهجرة ضمن برنامج منح وامتيازات مثيرة لجيل اليهود الشباب وخاصة من أوروبا الشرقية، فالأرقام تتحدث عن عشرات آلاف اليهود الذين وصلوا من أوكرانيا وبولندا و...إلخ، إلى إسرائيل الثالثة منذ بدء حرب روسيا على أوكرانيا، وهناك من يؤشر على أن الوكالة اليهودية تنشط هذه الأيام في تشجيع خروج يهود اوروبا الشرقية إلى إسرائيل الثالثة، وأن الحرب الجارية الآن ساعدت في ذلك.
أرقام الوكالة اليهودية المعلنة ليست نفس الأرقام السرية، فهناك مخطط لإسكان (9) مليون يهودي في فلسطين من البحر إلى النهر حتى عام 2050م، بحيث تكون الأغلبية المطلقة لهم، وبنفس الوقت يواجهون الازدياد الطبيعي لغير اليهود في فلسطين التاريخية، فالوكالة اليهودية تعد الذراع الاستيطاني للمتطرفين الصهاينة ممن يخططون لابتلاع كل فلسطين والهيمنة على جوارهما والمنطقة والعالم.
الدستور