من أحمد سلامة إلى العموش والفاعوري
أحمد سلامة
18-09-2023 02:11 PM
الحلقة التاسعة
استدراك لمحب!!
قبل أن ابدأ هذه الحلقة الخاصة بالجامعة الاولى، وددت أن أعمل استدراكا يخص معالي الاخ الدكتور بسام العموش.
ليست من عاداتي كإنسان حياته الكتابة وليست مهنة عندي، أن أرد على أي أحد يتعرض أو ينال أو ينقد أو ينقض ما كتبته.
وكنت دوما اتذرع بقول حين يلح علي الصحاب بوجوب ان ارد خاصة حين تبلغ عاصفة النقض لما اكتبه ذروتها حين يكون المحرك منظما بأكثر من قدرتي على الاحتمال، كنت أقول (ذاك رأيي كتبته) وهذا رأيهم فيي او فيما كتبت وهذا حق للقارئ..
ولم اك قط ميالا لاستعمال قوة الرد وليس حق الرد إلا خرجت عن المالوف مرات ثلاث او اربع طوال الخمسين سنة الماضية.. رددت على الاستاذ المرحوم محمد حسنين هيكل حين قسا بالتزوير، وتجاسر على تاريخ السلالة الهاشمية النبيلة وكان ذلك حاجة وضرورة لان التاريخ لا يستقيم بدون ان يدافع اصحابه عنه.. وفي المرة الثانية، كتبت ردا عنيفا خارج لغتي العادية ضد الاستاذ مكرم محمد اظنه كان يرأس تحرير مطبوعة مصرية مرموقة حين كتب مقالة قبيحة في تزويرها ردا على (الكتاب الاردني الابيض) حول الحرب الامريكية الاولى ضد العراق سنة ١٩٩١، وكان عنوان مقالته (الكذب لا يبيض وجها)… وللاسف استعمل كل اكاذيب الكرة الارضية في مقالته تلك، فرددت عليه بمقالة ذاع صيتها (اجل ايها الزميل، فالكذب لا يبيض وجها)، ورددت على كاتب كويتي كان من القبح بمكان انه شمت بمرض الحسين رحمه الله ورد سبب المرض (خطية الكويت) وكتبت مقالة بعنوان (بس يا كويت) سعيت جاهدا ان اظهر حقائق كم كان الحسين رحمه الله والاردنيون كلهم، مع الكويت والحفاظ على كينونته..
والحق لا اتذكر يوما انني كتبت ضد احد (نالني) بسوء او قيمني بالسلب
قلة ممن احترم من الزملاء كتبت ردا او اثنين اوثلاثة.. ما دون ذلك لم ار في داخلي اي دافع لارد على احد ليس استعلاء لا سمح الله ولا تجاهلا انما استمساكا بخط رسمته لنفسي في هذا الحقل المليء بالمفآجات.
وحين باشرت هذه السيرة في (عمون) الغالية، والتلم المتاح عندي والمرغوب، ذلك ان عمون هي على نحو ما، احس انها تمت الي بصلة قرب للعلاقة الممتدة مع الزميل الاستاذ سمير الحياري لعقود من الاخوية تكفلت بقهر وتجاوز اي تفاوت في الفهم او تباعد في الالتزام، وهي موقع وطني كريم ولا يحمل الكاتب فيه اي عبء يرهق صاحبه..
وكما بدأت كاتبا أردنيا، وعشت كذلك، فإنني أناشد ربي أن يكون ختامي بحسنه ككاتب اردني..
أنا في حياتي لم أخط حرفا واحدا، لصحيفة او إذاعة او مجلة او موقع الكتروني او تلفزيون خارج الاردن وتلك فلسفة ليس هنا مجال شرحها ورغم ان ذلك لم يكن (قصر حروف عندي) او قلة فرص ابدا. لكنها الحياة تفهم كما يقرها عقل صاحبها
اعود للفكرة
هذه السيرة كانت نتاج حوار وتواصل على الهاتف، هناك دار نشر اخذت على عاتقها مهمة إعادة طباعة ثلاث كتب من كتب وضعتها في مراحل عدة، (روايتان وكتاب في العولمة) وعرض المفوض علي في ذلك، وهو من ذات عشيرتي وصديق، فكرة ان اكتب مذكرات.. قلبت الفكرة عدة ايام وقلت اطرحها على الزميل الصديق الغالي (سمير / ناشر موقع عمون) جسا لنبضه لأن سمير واحدة من اهم مزاياه في المهنة انه (معلم قبان)!!!
يعني يزن كمية الهواء التي لا يراها احد في الكتابة، ويعطيك من الاخر شو سوية انتاجك، بصرف النظر عن (الايغو) الذي يبلغ درجة الورم فينا احيانا لان (الزر بين يديه وهو في الحقيقة لديه رائحة الشم كهبة من الله طاغية في المهنة).. وافق بحماس اخوي مقدرا أن ابدأ المحاولة في (عمون) والحق ان الخيارات كانت مفتوحة، اتوقف حال احساس (الباشا) بعدم الجدوى.. ولا هو اوقف النشر ولا انا سألت عن النتائج
وهانا احاول… (الباشا / سمير) من عاداته الثوابت، حبه لرعاية الردود والردود المضادة، كطبع رعاه في داخله قبل عمون مهنيا، وجاءت عمون لتجد ان ذلك ضرورة وطنية وليست محض مهنية!!
سألته: هل ستنشر الردود إن وقعت؟!
وكان جواب الباشا نبيلا، بان ترك لي حرية التعاطي مع ذلك، لكنه استدرك بخلق اعتقد ان الانسب ان تؤجل ردودك حتى تنهي ما تكتبه كاملا، ثم تعود للرد على كل ما نشرناه وما لم ننشره!!
واتفقنا على هذا
لكن خروجي عن الاتفاق مع الاخ سمير بان لجأت إلى الرد مباشرة، هذا اليوم لثلاثة اسباب، ابدأ بها قبل ان ارد على مداخلة الاستاذ بسام العموش، ورسالة شخصية وردتني اخر الليل من الاخ مروان فاعوري، وهي في ذات الهدف (مكانة الدكتور اسحق الفرحان، والدور المشرق للشيخ عبدالله عزام)
السبب الاول: رغم انني لم التق في حياتي مرة واحدة مع معالي الاخ بسام العموش، إلا اننا اختلفنا وهو لم يزل استاذا في مراحل حياته الاولى في الجامعة الاردنية على قضايا ذات اهمية ذلك الوقت، وتمت بصلة الى الحركة الاسلامية، كنت وقت ذاك في صحيفة الرأي ورد على ما كتبت بمودة وحب واخليت له زاويتي بكل احترام وتبجيل
السبب الثاني: نحن وانا منهم اتباع المدرسة الهاشمية نؤمن باليقين وننصاع لارادة (المريد والعميد لآل البيت) احترام اهل السابقة وتبجيل من شفع اسمه بالذكر من عميد آل البيت، وبهذا المعنى الدكتور بسام العموش ليس بحاجة ان يتذكر اطراء ملك القلوب والعقول (سيدنا الحسين رحمه الله) لأن من اطراه الحسين له سابقة عند كل ضمير حي والدكتور بسام اشاد سيدنا في تصديه لاهل السواد ذات حوار صاخب مجنون وقف بسام سدا منيعا وهنا اود ان اؤوكد أن معالي الدكتور بسام له من القلب اوسع المساحة ومن النفس الدعاء ان يحفظه ويحفظ له كل ما يحب.
السبب الثالث: أن مقالة العاتب على ذكري لدور المرحوم معالي الشيخ اسحق الفرحان الذي اجله ويكفيه وطنية انه كان وزيرا في حكومة دولة المرحوم وصفي التل تمهيدا لاعادة البناء سنة ١٩٧٠م ولعلم اخي الغالي بسام والدكتور مروان معا.. حين استأذنت المرحوم استاذنا محمود الكايد البدء بحوارات شاملة كنت انا المسؤول عنها في صحيفة الرأي مطلع التسعينيات من القرن الفارط كان الضيف الاول ربما هو معالي المرحوم اسحق الفرحان، وكان ترتيبه قبل المرحوم عبد الهادي المجالي ودولة طاهر المصري.. صحيح قسونا عليه في الحوار وكان هو استاذ المرونة..
موضوع الشيخ المرحوم عبدالله عزام حكاية اخرى نأتي لها.. لم اقصد ولم يدر في قلبي ان تكون حروف لغتي ما ظهر منها وما بطن اي نيل لا سمح الله من اي اسلامي في هذا البلد وذات يوم حين يقول او يكتب التاريخ البريء للحقبة التي كنت استطيع ان اعبر فيها عن رأيي وراء ابواب القرارات الخفية سيذكر انني كنت ابدا منحازا للحركة الاسلامية.. ومن الممكن ان تسأل الأخ وائل السقا الذي شارك في اخر اجتماع دعيت اليه للتشرف بمجالسة (جلالة الملك عبدالله في رغدان العامر) عام ٢٠٠٦ وكان بحضور مدير المخابرات ومدير مكتب الملك ومستشاره الاعلامي وكلهم احياء يرزقون يومها كان موقفي قد ادى من ضمن الاسباب الى الرواح للبحرين ١٣ سنة
الحركة الاسلامية لها شرف افتتاح مقرها الاول على يد المؤسس يرحمه الله وانا كما يعرف اصحاب السماحة (السماحة قصدت بها صفة الخلق وليس رتبة دينية)
الاخ بسام والاخ مروان انني كنت وسأظل ابن النظام والمدافع عن عقيدته حتى وانا اختلف مع بعض حلقاته وانظر للحركة الاسلامية بما لها في اعناقنا التابعين لمدرسة الحكم الهاشمية من حسن خلق وطيب سمعة وحسن تنظيم ومواقف مذكورة في خمسينيات القرن الماضي وفي السبعين منه وبعد ذلك سنة ١٩٨٩م ما عرف بهبة نيسان وموقف الحركة عام ١٩٩٠ التي كانت سدا منيعا وراء العرش الهاشمي
كل ذلك وغيره اكثر واكبر محفوظ لكم في الصدور والملفات والقلوب.. لكن السؤال هل هي ذات الحركة التي نتحدث عنها برموزها وعناوينها ذات الحركة الان!؟ وهل شابه اداؤها ورسالتها ابان محنة الربيع العربي ما كانت عليه قبل ذلك ؟!
ولئن حظيت بشرف ابداء الرأي في أمر الحركة الاسلامية ذات مراحل لاحقة في هذه السيرة فإنني ابادر الان القول ليس عندي شخصيا ومتمسكا بالعرش الهاشمي كأرقى صيغة عثر عليها العرب في الحكم منذ أن حاولوا استرداد حقوقهم في الحكم، ليس عندي احب من الحركة الاسلامية كرافع من روافع الدولة وكحزب من احزاب الوطن.. لكن جملة من اسئلة نحتاج الاجابة عليها، وربما ان نعود لذلك مع عقلاء الحركة وحكمائها لنتحاور في اصل الاختلاف من اول الشعار هل الاسلام في بلادنا هو الحل؟! ام أن الاسلام هو حل؟!
ولنتوقف على جملة اوردها معالي الاخ الحبيب بسام العموش (ان الحركة من تركته وليس هو من تركها) نحتاج دون المساس بخصوصية الحركة لا سمح الله ان نفهم لماذا المرحوم الكساسبة غادر الحركة وعبد المجيد ذنيبات كذلك ومعالي عبد الرحيم العكور كذلك ومعالي بسام العموش ايضا ومد الله الطراونة اوليس ذلك يحتاج الى (صفنة)
للحديث بكل التبجيل والتقدير للحركة ورموزها اكثر من ضرورة.. اما الشيخ الدكتور عبدالله عزام رحمه الله فهو عنوان من عناوين الحركة والامة وليس فقط انه اردني او فلسطيني ولقد كان في المتواتر من الاحاديث انه شيخ الشيخ اسامة بن لادن
هذا تاريخ لست انا معنيا للبحبشة في تلافيفه لانه ليس تاريخي حتى اقف عند مجاهداته وكفاحه، انا ابن الدولة التي تاريخها قائم على الاعتدال ومواجهة التطرف والعمل على حماية الحرية بمعناها الهاشمي الاردني وليس بمعناها السلفي او الاخواني وهذا يعني ان حقي امتداح وذكر انجازات عبد السلام المجالي، وفوزي الغرايبة، وناصر الدين الاسد ونذير عبيدات الذي يسعى لتسترد الجامعة القها ورونقها..
هذا واجبي اؤديه، اما دور الشيخ الدكتور عبد الله عزام ومجاهداته في دحر السوفيات، ومؤلفاته في ذلك (معجزات القرآن في جهاد الافغان) فهذا تاريخ له اتباعه وانا لست منهم حتى استفيض بتفاصيله
انتهي من كل هذا،
الحركة الاسلامية جزء من مجتمعنا ومسؤولية الدولة تقديرها ومنحها حقوقها ولكن دون السماح لها او لغيرها لاختطاف الدولة لايديولوجيا اخرى
نحن دولة تقوم على التنوع والانفتاح والتحضر ورسالتنا هي رسالة الامة والمدينة المنورة مملكة النبي العربي الهاشمي الاولى مثلنا الاعلى في هذا التنوير..
رحم الله اسحق الفرحان، ورحم الله عبدلله عزام، فقد كان الاول وزيرا في حكومة وصفي التل وأدى واجبه، وكذلك كان المرحوم عزام استاذا له دوره وفلسفته التي نخالفها لكننا نحترمها ونقدر صاحبها، ولنتذكر فقط حين قتل رحمه الله بعيدا هناك في افغانستان
كان بيت عزاءه هنا في الاردن فقط التمس من الاحبة بسام ومروان استذكار بيت عزائه ومن كان أول المعزين به ونحن على درب ذاك المليك وهذا المليك سائرون بإذن الله