حقيقة أن شبابنا يعيشون بقلق معظمهم يتخرجون من الجامعات ويكدسون الشهادات ولا يجدون فرص عمل وخاصة في المحافظات والالوية التي تكاد ان تكون الابواب مغلقة من حولهم في سوق العمل، فليس هناك استثمارات شافية او كافية من القطاع الخاص تحد من البطالة في صفوفهم، ولا توجد امكانات لاطلاق اي مشاريع ولو بسيطة لتشغيلهم وليس بمقدورهم ان يبادروا لاية اعمال خاصة بهم فتلك مغامرة قد تسوقهم من فشل الى آخر .
حالة من الاحباط تعتري شبابنا وفوق ذلك نطالبهم بالريادة والابتكار والتوظيف الذاتي وهذا شيء جميل لو تمكنوا من تحقيقه، لكن الاغلب منهم له قدراته المحدودة وامكاناته التي تكاد ان تكون معدومة وراح البعض ينتظر الفرص في القطاعات العامة كالجيش والامن العام واية مشاريع تطرحها مؤسسات الدولة وهكذا ..
باتت الفرص الوظيفية والاعمال محدودة وتضيق بالخناق على الشباب وحتى ان وجدت فبعضها لا تتوفر فيه ظروف العمل الذي يعطي الشباب حقهم، بل وقد يكون فيها استغلالا لحاجات الشباب بانهم يريدون العمل مهما كانت بيئة العمل ومشقتها وقلة دخلها او مردودها .
يحجم البعض عن العمل في القطاع الخاص لانه في كثير من الاحوال لا ينصفهم ولا يؤدي حقوقهم، وفوق هذا وذاك راحت الحكومات تتكفل بالعطايا والمزايا لموظفي مؤسساتها من تعليم وتأمين وامان وحوافز لاوجود لها في مؤسسات القطاع الخاص وان وجدت فهي في مؤسسات معدودة، فلا عجب ان يطلب الشاب وظيفة رسمية وقد ينتظر قدومها سنوات طوال وحتى لو كان يعمل في القطاع الخاص فسرعان ما يهجره اذا ما توفرت الفرصة لينتقل الى اي عمل في القطاع العام لان فيه أمان وضمان اكبر بكثير مما توفره مؤسسات القطاع الخاص ٠
لم تعد اوضاع الشباب خافية على اي مسؤول وهي من اولى التحديات امام كل الحكومات، ولكن لا زالت المحاولات قاصرة عن ايجاد الحلول لمشاكل الشباب وفي مقدمتها ايجاد فرص العمل والتوظيف ٠
يحاول الشباب انقاذ انفسهم ولكن نقص الامكانات وضعف القدرات والخبرات لا تجعلهم يدخلون بمغامرات توظيف الذات وغير ذلك ليس لديهم متسعا من الوقت للانتظار طويلا، وقد استغرق التعليم من حياتهم السنين الطوال وارهقت جيوب اسرهم من الانفاق عليهم وباتوا ينتظرون الفرج من وظائفهم علهم يرفعوا بحملهم عن كاهل اهلهم ليتفرغوا لغيرهم ممن يسيرون على ذات الدرب من بقية الابناء
ماذا يفعل الشباب؟، واين يرحلوا ليجدوا افاق مستقبلهم المنشود ؟..
كيف لنا ان تتحدث معهم عن الريادة والابتكار والانخراط بالحياة العامة ليكونوا شركاء في التغيير وهم يبحثون عن الفرج في ظروفهم ويشغلهم القلق على مستقبلهم، ويتزاحمون على ابواب فرص العمل المحدودة، ويتشبثون بأي امل ويساورهم الشك ان الفرج قريب.