facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الروس يصدحون للوطن ويهتفون للنصر


د.حسام العتوم
18-09-2023 12:49 PM

بين 13 و 16 / سبتمبر / 2023 شاركت في إحتفاليات مدينة " روسوش " وسط محافظة فارونيج جنوب العاصمة موسكو بمناسبة مرور مائة عام على تأسيس المدينة التي سميت بالعهد السلافي " راسوخا " و يمر فيها نهر الدون ،و هي التي احتفلت أيضا بانتصارها في الحرب العالمية الثانية 1943/ 1945 في ميدان الدبابة بحضور مسؤولين المدينة ومنهم رئيس بلديتها، و التقيت قبل ذلك برئيس إدارتها ميشانكوف ، وهي المدينة الباسلة في التاريخ الروسي التي تصدت للنازية الألمانية ، و تطهرت من أتباعهم الإيطاليين و المجر الذين أمضوا نصف عام فيها وفي بيوتها ، و أزالت مع بداية العملية الروسية الخاصة العسكرية المجسمات الإيطالية التي رسخت التاريخ الإيطالي المتطرف ، والمعروف هو بأن إيطاليا بنت في المدينة مدرسة أطفال قربانا للصداقة بعد الحرب الثانية و إعتذارا عنها ، و روسوش مدينة زراعية متميزة تمتلك حوالي 140 الف هتكار من الأراضي الصالحة للزراعة تخضع للملكيات الخاصة ، حيث تزرع عباد الشمس الذي تنتج منه الزيت ، إلى جانب الخضار و الفواكه ، و تعتبر بحق سلة تفاح و خير منطقة جنوب موسكو ، و رغم شوارعها الرئيسة الداخلية و الخارجية جيدة التعبيد إلا أنها تعاني منذ فترة زمنية طويلة جدا من عدم تعبيد 60% من شوارعها الداخلية والتي هي ترابية الان ، في زمن يعتلي فيه بناء القطاع الخاص على شكل فلل ومنها العملاقة الجميلة ، بينما تحيط بها شوارع ترابية ، و آن الأوان أن تتنبه موسكو العاصمة لضرورة تعبيدها و لقد طال الإنتظار ، وعدد كبير من سكان المدينة فقدوا الأمل بمثل هكذا توجه، وشخصيا لمست محبة سكان المدينة لها لدرجة الإفتخار، و الشوارع المعبدة تنتشر في القرى المجاورة وتحيط بها من كل جانب، و الغريب هنا هو أن المواطن ساكن المدينة لا يشكو والصحافة لا تكتب و المسؤول لا يهبط للشارع ليسجل بنفسه حاجات المدينة الخدمية إلا نادرا.

و مدينة "روسوش" التي أتحدث عنها تبعد عن موسكو 800 كلم ، و أكثر من 50 كيلومترا عن حدود مدينة خاكوف الاوكرانية ، و حوالي 300 كلم عن إقليم لوغانسك و مدينة " ماريبوبل " المحررتين ، وتعتبر من المدن المحاددة لجبهة القتال الروسية – الأوكرانية من جهة الغرب ، و على مقربة من مدينة " بيلغاراد " الأكثر قربا من الجبهة ( 16 ) كيلومترا ، وهي ، أي "روسوش" من مدن المظاهر العسكرية ، وهي ناشطة ثقافيا ، و تملك بيتا ثقافيا ، و قصر ثقافة ، ومتحف للبقر فريد من نوعه على مستوى البلاد الروسية الواسعة ، و لقد صدح شبابها و شاباتها و كبار السن فيها من أهل الفن لتمجيد الوطن عبر الغناء الوطني ، و هتفوا للنصر الذي تنتظره روسيا الإتحادية و شعوبها ، و هو الذي بدأت تظهر ملامحه بقوة على المستويين العسكري و السياسي ، و أقصد من خلال النجاح الروسي الرسمي بتشكيل عالم متعدد الأقطاب يمثل شرق و جنوب العالم ، يمثل روسيا ، و الصين ، و الهند ، و كوريا الشمالية ، و بلاد العرب ، و أفريقيا ، و غيرهم ، و التصدي لمؤامرة الغرب الأمريكي الذي يمثل " 51" دولة غربية و شمال غربية ، غررت بهم أمريكا ، وهم المتحججون بسيادة أوكرانيا لعام 1991 ، وهو الغرب نفسه الذي ساهم بتشجيع "كييف" على تدمير الحوار المباشر مع موسكو و عبر إتفاقية " مينسك " ، و على تحريك الثورات البرتقالية منذ عام 2007 و إنقلاب "كييف" عام 2014 ، بهدف التخلص من الحضور الروسي في الأراضي الأوكرانية المجاورة ، و لتقريب حلف " الناتو" المعادي لروسيا و للتطاول على إقليم "الدونباس" ، و لديمومة الحرب الباردة وسباق التسلح ، و للتحرش بالدولة الروسية ، و لتوجيه عقوبات إقتصادية ضدها ، ولشن حرب نفسية عليها أيضا، و المعروف أيضا هو بأن الإتحاد السوفيتي منح أوكرانيا استقلالها شريطة البقاء في الصف السوفيتي السابق الشرقي مع عدم ممانعة إقامة علاقات تجارية مع الغرب .

لقد إرتفع صوت الغناء الشعبي الوطني في مدينة "روسوش" وقاد تنظيم أعماله المغني و العازف المشهور " فيكتور ستريخ" و مساعدوه ، فصدحت أغنية " أنا روسي " ، "وهل يريدون الروس الحرب" ، " ونحن الروس .. الله معنا "، و حضور جماهيري كبير عكس حيوية المدينة ، و أعطى صورة مشرقة عن حب الروس لوطنهم و ثقتهم بالنصر القادم الكبير ، وفي المقابل لازال شارع " بيت الثقافة " في جناحها القديم إن صح التعبير محتاج لترميم و إعادة بناء لينسجم و طموحات شباب و شابات المدينة ، و لازالت المدينة تخلو من دار للسينما ، ومن مراكز خاصة لتنظيف و كي الملابس " دراي كلين " ، و رجال الأعمال فيها يعزون ذلك للسلوك التربوي للسكان الذي إعتاد على كل ما هو تقليدي منزلي قديم، و يبلغ عدد سكان مدينة روسوش حوالي 66 الفا ، وتحيط بها شبكة من القرى التي تزيد تعداد السكان إلى أكثر من مائة ألف ونصف الألف ، و تتميز " روسوش " بقربها من مدينة فارونيج المتطورة ذات التعداد السكاني الذي يقارب المليون و نصف المليون نسمة .

تطوير مدينة " روسوش " يحتاج لتخطيط جديد جيد متواصل ، و لأموال فدرالية كافية ، فهي تفتقد مثلا لمكتبة عامة ، و لفرص عمل للشباب العاطل عن العمل ، و فرصة الحرب و الدفاع عن الوطن جيدة و محترمة لكنها مؤقتة ، وحجمها على مستوى الوطن الروسي كما اعلن الرئيس بوتين حديثا نحو 300 ألف مقاتل متطوع ، فمن الممكن تطوير أعمال محطة القطارات لتتحول لفرصة عمل في مجال مساعدة المسافرين عبور الجسر هناك ، و لتسهيل حركة القادمين و المغادرين من و إلى المدينة ، و الجناح السياحي الجديد على مدخل المدينة تحت إسم " كيالاف بور - أي القلعة " يحتاج لتطوير سريع ليستفيد الزائر و ساكن المدينة من مرافقه الخدمية التي بدت بسيطة رغم الحداثة ، و نهر ( الدون) محتاج لتنظيف دائم ، و المعروف هو بأن السباحة و الحمام الشمسي و الراحة في فصل الصيف تقليد و حاجة إجتماعية روسية و إنسانية متكررة و ضرورية، و مطاعم حديثة تظهر في المدينة، و المتوفرة منها أسعارها مرتفعة، لذلك فإن نسبة التردد عليها ليست كبيرة ، و لازال دخل المواطن الشهري على مستوى الرواتب و التقاعدات بسيط ، وهو موضوع عام له علاقة بعمل القطاع العام في روسيا كلها ، و القطاع الخاص الروسي هو المزدهر ، وهو المنتج للعمران الجديد و الكبير و للمشاريع المتجددة ، و تحريك الإستثمار و إستقطابه عمل حكومي روسي هام لتستفيد منه المدن المتضررة خدميا مثل " روسوش ".

الجميع هنا في روسيا ينتظرون نهاية الحرب / العملية العسكرية التي سينتصرون فيها بكل تأكيد ، و يعرفون بأنها ليست حربا موجهة ضد أوكرانيا جارة التاريخ ، و لا ضد الأوكران الأخوة ، و إنما ضد التطرف " البنديري " و السلطوي في "كييف" الذي إستهدف بلدهم الناهض و المتطور على كافة المستويات الاقتصادية و العسكرية و التكنولوجية ، و المعتمد على مصادره الطبيعية و علاقاته الاقليمية و الدولية المتوزنة و الدقيقة، و (سلام ضعيف خير من حرب مدمرة ) شعار حقيقي للشعوب الروسية و السوفيتية السابقة ، ولقد أثبتت روسيا بأنها ميزانا عادلا للسلام و التنمية الشاملة ، و لنزع فتيل الحروب و الأزمات الدولية بحكم تمسكها بالقانون الدولي أولا ، و عمليتها العسكرية التي إنطلقت بتاريخ 24 / شباط / 2022 إرتكزت علنا على مادة ميثاق الأمم المتحدة رقم 751 ، و لم تخترق القانون الدولي ، ولم تستهدف سيادة أوكرانيا، بل أعادت التاريخ إلى سياقه الصحيح ، و كما أن روسيا و المنظومة السوفيتية فككوا حلفهم "وارسو" و التزموا بحدودهم، الأصل أن يلتزم حلف "الناتو" بحدوده ، و الخط الساخن هو الحكم والفيصل ، والمانع من حدوث حرب عالمية كارثية ثالثة جديدة لا سمح الله .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :