ينظر الجميع إلى الحركة الكشفية على أنها عمل منظم يعمل على تنظيم وتثقيف وتوجيه كُل من يتصل بها. ويحيطهُ بجوٍ من الألفة ويؤهله لقدرات ومهارات وخبرات عدّة. من هنا كان لا بدّ من قائدٍ يجمع الأفراد تحت مهاراتهِ وقدراتهِ وصفاتهِ فما سمات القائد الكشفي المعاصر؟ وهل القائد الكشفي المعاصر يستطيع التعامل مع تطورات الحياة ومتغيراتها ومع الأفراد الحاليين المثقفين والمؤهلين تلقائياً؟ خصوصاً أننا نواجه مجموعات كشفية متعددة ومختلفة ونواجه ضرورة التغيير لمناسبة المرحلة من أجل البلوغ إلى الأفضل حتى وإن كان التخطيط محكم فإن التعامل مع متغيرات يحتاج إلى التغيير ضمن تلك المتغيرات.
من أساسيات احتياجات قائد الفرقة الكشفية فهمهُ وإدراكهُ لموقعهُ فهو يحتاج إلى معرفة هدف ومبادئ الحركة الكشفية وخصائص نمو الفتية والشباب وطرق إشباعها ومن المهم معرفتهُ للطرق والوسائل المستخدمة في الحركة الكشفية لأنّ عليه دور ومسؤولية في إدارة وتقييم أعمال الفرقة ومن المهم معرفة الهيكل التنظيمي للحركة الكشفية على المستوى المحلي والعربي والعالمي وأسباب نموها وانتشارها في العالم.
ومن أهم احتياجات القائد الكشفي القدرة على إقامة العلاقات بحيث يكون قادراً على العمل في الجماعات الصغيرة من خلال تطبيق نظام الطلائع واحترام توزيع المسؤوليات على أعضاء الفريق. على أن تكون تلك العلاقات طيبة مع الفتية وأولياء الأمور والهيئة الكشفية داخل المجتمع ومع الهيئات والجهات ذات العلاقة لأنهُ على تواصل مستمر معهم ولذا عليه أن يكون قادراً على إدارة الاجتماعات واستخدام أساليب المناقشة.
وبما أنهُ قائد كشفي فمن احتياجاته الضرورية المهارات والفنون الكشفية المميزة مثل نظام الشارات (الكفاية والهواية) ومن خلاله يُشجع الفتية على الحصول على هذه الشارات.
ثم المهارات الخاصة بفنون التخييم والإسعافات الأولية والبوصلة والخريطة والريادة ودراسة الطبيعة، الاستكشاف والرحلات الخلوية والأنشطة الرياضية والأنشطة العلمية والخدمة العامة وتنمية المجتمع ثم المحافظة على الطبيعة.
إذا كنت قائداً يجب أن يكون لديك قدرة على التخطيط ضمن الفرقة الكشفية على المدى القصير والمتوسط والبعيد. والتخطيط لزيادة تنمية العضوية لفرقتك والمشاركة في التخطيط للفرقة مع الآخرين.
من يخطط عليه أن يجيد التنفيذ، إنّ القائد الكشفي المعاصر الذي يتعامل مع أفراد ضمن معطيات زمننا الحاضر عليه أن يكون منفذاً رائعاً للأنشطة التي خطط لها والتدريب على المهارات المختلفة وعليه توزيع المسئولية على أعضاء الفرقة والمحافظة على تقاليد الفرقة بمشاركة مجلس قادة الجماعات.
وخيمة التنفيذ تضمُّ تقديم المشورة للفتية والشباب وتقييم العمل في الفرقة. وهذه الأمور هي أساس لوضع محتوى تدريب قادة الفرق للخروج بقادة معاصرين نقدمهم للمستقبل.
القائد المعاصر عليه تحمل مسؤوليات عدة يقودها هو أو يفوضها لغيره ولا يكون ذلك إلا بشخصية قوية، قادرة على القيادة وقدوة حسنة في التربية الدينية والقيام بالواجبات وعليه أن يكون مؤمناً بدورهِ الكشفي ولديه الرغبة في العمل بأمانة وإخلاص بعيداً عن المصلحة الشخصية، القائد الحكيم الديمقراطي يقود الفرقة إلى الأفضل وإلى المطلوب.
ولطالما كان القائد المحب للشباب قادراً على توجيههم بسهولة وأمان أكثر من غيرهَ.
والقائد صاحب الخبرات والمهارات الملّم بتاريخ الكشفية والذي على اتصال بأصحاب الخبرات القدامى والمتخصصين والذي يتابع الجديد والمتطور قادر على الوقوف أمام تحديات العصر للسير به قُدماً وتجديد نفسهُ والذي يتابع أُسلوب التخطيط والتنفيذ والتدريب على فنون الكشفية من ترحال وتخييم وحياة الخلاء، والقائد المثالي قادر على حفظ أسرار الفرقة وخصوصيات شبابها.
وأخيراً أُشير إلى ضرورة قدرة القائد الكشفي المعاصر على التعامل مع المجتمع والتعود على خدمته في الحي والقرية والمدينة والوطن، عليه أن يشارك هو شخصياً في الجمعيات الخيرية والمؤسسات التعاونية. وأن يشير إلى دورها في خدمة الحركة الكشفية وتوجيه المجتمع إلى دعم هذهَ الجهات/ القائد المعاصر قائد قدوة مثقف متعاون مرن مخطط منفذ اجتماعي متواصل مع الآخرين.
ليس من السهل أن تكون قائداً فكيف إذا كنت قائداً معاصراً يواجه تحديات الحياة المعاصرة والظروف المتغيرة في هذا الزمن.