يبذل الأردن قيادة وحكومة وشعبا قصارى جهده لمساعدة الأشقاء وتقديم العون وتوفير الإغاثة العاجلة والخبرات في حال حدوث الكوارث والأزمات الطبيعية من الحرائق والزلازل والفيضانات والحروب والعديد من المخاطر الإنسانية، وتسارع الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية والجهات المعنية وعبر القنوات الرسمية بتأمين ما يلزم للتخفيف عن الأشقاء والشعوب الأخرى في المصاعب والشدائد.
عقب وفور الفيضانات في ليبيا الشقيقة، وتنفيذا للتوجيهات الملكية السامية بمساعدة الأشقاء المتضررين من الفيضانات في دولة ليبيا الشقيقة، أعلنت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين تسيير المملكة الأردنية الهاشمية أولى طائرات الإغاثة التابعة لسلاح الجو الملكي الأردني،، إلى ليبيا بجهد وتنسيق مشترك بين الوزارة والقوات المسلحة الأردنية (الجيش العربي) والهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية، وحمل على متن الطائرة (١١) طناً من المساعدات الإغاثية للمتضررين.
ومن قبل كان الوقوف مع الأشقاء في المغرب، السودان، لبنان، سوريا، اليمن، العراق، غزة وتسيير قوافل الإغاثة الإنسانية جنبا إلى جنب مع إقامة المستشفيات الميدانية وتأمين الرعاية الصحية والأدوية وإجراء العديد من العمليات الجراحية وتوطيد العلاقات الأخوية من خلال البعثات الطبية المشاركة والكوادر المدربة.
وعلى المستوى الدولي يشارك الأردن في قوات حفظ السلام وتعزيز العلاقات الإنسانية و توفير حماية للمواطنين العزل في مناطق النزاع والتعريف بالأردن الدولة والانسان وقيمه الأخلاقية.
إغاثة الاشقاء رسالة أردنية متجددة عبر التاريخ والوقوف على جانب الأشقاء وفتح المستشفيات الأردنية لهم ضمن اتفاقيات محددة وتوفير الخدمات العلاجية والتخفيف عنهم قدر الإمكان جراء الأزمات.
يتحمل الأردن جراء ذلك كله العديد من الأعباء الإضافية سواء المادية والمعنوية، ولا يبخل في سبيل المساعدة جهدا الا قدمه وفي الوقت والشكل المناسب، وأصبح لديه من القدرة في أعمال الدفاع المدني والإسعاف والطوارئ والخدمات الطبية والإغاثة من خلال مؤسسات متخصصة يشهد لها بالإتقان والمهارة والحرفية بمستويات عالية من العمل الخيري والإنساني.
يقف الأردن مع الأشقاء والشعوب الصديقة ويرسل لهم ووفق امكانياته العديد من المساعدات والخبرات والمعونات ويتخذ من المواقف الثابتة ما يسجل له بالحكمة والروية والاتزان بعيدا عن الانفعال ورد الفعل العاجل ويقف على مسافة واحدة من الجميع وذلك ما يميزه في المنطقة والعالم أجمع.
مر قبل أيام عام على فاجعة عمارة اللويبدة، واستذكرت حجم الألم الذي تعرض له وتعاطفنا مع الضحايا والمصابين، وكمّ نحتاج للسؤال عن مصير الناجين سواء في اللويبدة والأشقاء في الدول المنكوبة والجهود الكبيرة لإعادة الإعمار والتمويل الضخم والمطلوب عقب الانتهاء من محاولات البحث والتنقيب عن الناجين وإعادة الأمور لطبيعتها وتوفير الدعم النفسي لمن فقدوا أسرهم وعناصر الأمان لهم.
الفترة عقب الهدوء وبعد الفاجعة والتفكر للتخطيط للمعالجة، هي التي تحتاج بحق للمساعدة والدعم والعون، ومن المشهود للأردن وقوفه مع الاشقاء والشعوب في تلك الفترة والتي قد تمتد لسنوات ليست بالقصيرة ويحتاج فيها الناجون للمعالجة والعناية الطبية وهذا ما يقدمه الأردن بفتح المؤسسات العلاجية لتوفير العلاج المناسب والخدمة المميزة وضمن الاتفاقيات الرسمية.
الدعاء بالرحمة والابتهال لله بأن يشمل برعايته وعنايته الجميع ويشف المرضى والمصابين، وهذا واجب إنساني نبيل تجاه أعزاء في دول شقيقة.
الإغاثة الأردنية واجب إنساني نبيل نفتخر به ونعتز.
fawazyan@hotmail.co.uk
الرأي