facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




ردي على احمد سلامة


د. بسام العموش
17-09-2023 01:42 PM

لست في موقف الدفاع عن الإخوان فقد انقطعت صلتي التنظيمية بهم منذ ست وعشرين سنة برغبتهم هم وليس انا. لكن إسلامي يفرض على أمثالي أن يبقى مع المقاصد الكلية "الحق" "العدل" و"التعددية" والحرب على "النفاق" و"التسلق" و"التزلف" و"بيع المواقف".

صاحبنا أحمد سلامة صاحب القلم المحترف رجل ثقيل وازن وما كان لمثله أن يقع بوضوح وتحت الضوء وفي رابعة النهار كما هو في مقاله الأخير الذي مجد فيه ذكرياته ومعرفته في الجامعة الأردنية بذكر الكثير من الأشخاص رؤساء وأساتذة نحترمهم حتى لو اختلفنا معهم. وليس على المحب شرط فيمن يحب وكما قالوا:

وللناس فيما يعشقون مذاهب.

لكن لا يجوز للمحبين والعشاق ان يمجدوا من يحبون بانتقاص آخرين!! كل الذين ذكرهم احمد سلامة كانوا في دائرة التمجيد والإعجاب سوى اثنين: إسحاق فرحان وعبدالله عزام!!

ولا أدري هل هذا نابع من اتجاههما أم من شخصيهما؟!.

اتفق مع الزميل المحترم في تقدير كثيرين ممن ذكر ولكن ليسمح لي ومن باب "الديمقراطية" أن اختلف معه فأنا أستاذ في الجامعة من أربعين سنة، وكنت عضو مجلس الجامعة كما صرت رئيس مجلس الأمناء بالوكالة. بعض من مجدهم سُجلت عليه سلبيات كبيرة، فقد أقسم أحدهم لرئيس الجامعة الذي عاتبه على فعل مشين أن فعله كان بعد الخامسة مساء!!

بعض من مجدهم مارس الفشل الإداري، وبعضهم قام بإلغاء مادتي: حاضر العالم الإسلامي ومادة الاسلام والمذاهب المعاصرة وهما مادتان كانتا تساهمان في الوعي الفكري والاهتمام بما يجري في العالم الإسلامي!!

هل هذا نكاية بالإسلام أم بجماعة؟ ادع الجواب للقارئ فهل يمكن إلغاء هذه المواد مع الإبقاء على مادة "حشرات منزلية" لنعرف فن قتل الصراصير؟!.

كنت أود أن تذكر استاذ العلوم الذي كان يقول للطلبة "أنني اصنع الله في قارورة في المختبر"!! وذاك الذي كان مغرما من الرفاق برواية الطيب صالح وما يجري بعد صلاة العشاء أمام طلبة مراهقين دون رقيب ولا حسيب.

منذ فترة وانا اتابع بعض من يكتب حيث وجدوا سلم الوصول إلى رضا المسؤول بالنيل من الاتجاه الإسلامي وهو اتجاه بشري ليس معصوما ويمكن نقده ومارست بنفسي نقده ولكن بروح علمية ودون تجن ولا خندقة.

إن هجوم أحمد سلامة على الدكتور اسحق فرحان يتناقض مع موقف الملك الباني الحسين رحمه الله الذي جال الأردن عام ١٩٩٧م وهو يكرر ثناءه على اسحق فرحان وبسام العموش وعلى الاتجاه الإسلامي وقال: كنت دوما اجدهم في الملمات في إشارة لسلوك اليساريين والقوميين والمناضلين عام ١٩٥٨ وعام ١٩٧٠ وعام ١٩٨٢ والذين لم يجدوا منه بعد سقوط السوفييت وعبدالناصر إلا العفو والصفح بل والاحتواء والاحتضان.

احتفل الحسين بإسحاق فولاه وزارة التربية ووزارة الأوقاف ورئاسة الجامعة الأردنية كما قاد الجمعية الملكية ولم تُسجل عليه منقصة ولا سرقة ولا كوميشن، وانت بعظمة قلمك يا احمد قلت ان إسحاق لم يغير مديرة المكتب لانه يهمه العمل وكانت جادة في عملها. لماذا كل من ذكرتَهم طيبون ووطنيون واداريون عدا هذين الرمزين؟ لماذا الانتقاء العشوائي المكشوف يا احمد؟ ألستَ صاحب عبارة "كلام الأمير أمير الكلام"؟! فلم لم يكن كلامك كلام الأمراء المنصفين وانت تربيت عندهم؟

عبدالله عزام دافع عن فلسطين يوم كان الملك الراحل يقول: انا الفدائي الأول وقال: بأظافركم وأسنانكم، كان عزام من أبطال عملية الحزام الأخضر التي قامت بها قواعد الشيوخ تحت مظلة فتح، ولما انحرفت بوصلة النضال وصارت "عمان هانوي العرب" ترك عزام ورفاقه لأنهم يرون حرمة الدم الأردني الفلسطيني، فكان عليك أن تشكر عزام ورفاقه على هذا الموقف، نعم حمل عزام السلاح بموافقة الأردن ودافع عن فلسطين وانت يا احمد ابن فلسطين. وعاد عزام استاذا في الجامعة فقام بعمله ثم ارتحل للعمل في السعودية.

ولما وقع احتلال السوفييت لأفغانستان ارتحل عزام ليدافع عن هذا الشعب المنكوب من الإنجليز والروس والأمريكان وكانت كل الدول راضية عن هذا اصطفافا مع أمريكا التي كانت تريد تمريغ انف الروس في أفغانستان فاستخدمت "المجاهدين" وزودتهم بصواريخ ستينجر، وكلٌ بنيته فلما تحققت هزيمة السوفييت قتلوا ابن لادن وعزام.

ما الخطيئة التي فعلها عزام إذن؟

كنتُ أطمع يا احمد أن تكون أكثر انصافا ليس في حق الرجلين بل في حق التاريخ والحقيقة وان لا تمدح كل الناس سوى هذين وما يمثلان.

لا حل لمشاكلنا الفكرية الا بالإيمان العملي بالتعددية وهي لا تمنع من التقييم العلمي وليس عبر الخندقة الفئوية.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :