بعيداً عن كل التعليقات الإيجابية والسلبية التي أطلقت مع تكليف الرئيس البخيت بتشكيل حكومة جديدة، وبالقرب من الهموم والمشاكل التي يحملها الوطن والشعب، ندق ناقوس الخطر أمام أي رئيس جديد أو قديم أو مجدد ونقول: الفساد.. الفساد.. الفساد.. حارب الفساد أولاً وقبل أي شيء أخر، والباقي يأتي مع الأيام.

في زمن أصبح فيه المراسل (الذي نجله ونحترمه كإنسان) في أي دائرة لديه القدرة على إنجاز معاملتك في تلك الدائرة دون أن تصلها، وفي زمن أصبح يسافر فيه موظف (مدعوم) في دورة خارجية تختص بالتخطيط الإستراتيجي وهو يعمل بوظيفة كاتب ديوان، وفي زمن أصبحت فيه بنت (فلان) تصول وتجول في البلد بسيارة (البابا) المرسيدس أو (الجيب) الحكومية وتدوس على أنوف الحراثين كما تدوس على دعسة البنزين، وفي زمن أصبح فيه النائب (المليان) يلوح للوزير (التعبان) بعصى الإستجواب لأنه لم يستجب لمطالبه بصورة من الإذلال والإبتذال، وفي زمن.. وفي.. وفي..، وبعد كل في آآآه طويلة تنادي لنحارب الفساد ولنعاقب المفسدين.. نقول البداية الجادة هي السبيل الأول والوحيد لتستمر المسيرة.

نضع موضوع الفساد والمفسدين أمام دولة الرئيس الجديد الذي ألمح في محاضراته الأخيرة في مواقع مختلفة إلى ضرورة ترتيب البيت الداخلي للوطن بصورة جادة من خلال معالجة مكامن الخطأ والخطر معاً، وبين هذه وتلك من الأولويات نجد أن محاربة الفساد والمفسدين تحتل المرتبة الأولى لدى الجميع، والجميع هنا تعني أبناء الوطن وليس (ضيوف الوطن) الذين يحملون جوازات سفر متعددة تؤهلهم لقضاء وقت ممتع في تولي مناصب عليا في وطننا نحن، إذا طلب منهم ذلك، ووجدوا أن ذلك لا يتعارض مع مصالحهم أو يعطل خططهم وبرامجهم الخاصة.
دولة الرئيس البخيت.. الفساد بيَن والمفسدين الفاسدين نعلم مكان مكاتبهم، وإذا كانت البداية من عندهم فستكون بداية نجاحك من عندهم أيضاً، من لا يريد الفضيحة منهم فبيته ثم السجن أولى به، ومن أراد الفضيحة وسعى لها فالشارع أولى به، ما عليك إلا أن تبدأ وتطلق الرصاصة الأولى على كبيرهم الذي علمهم السحر.. لترى كيف ينقلب السحر على الساحر وتبدأ (المسبحة) تنفرط، ليبدأ بعدها الوطن يسبح بحمد الله ويدعو لك بالتوفيق.

الفساد ومكافحته بصدق بداية الطريق يا دولة الرئيس.. وإلا فطريقك سيكون وعر وسهرك طويل وأنت تقول آآآآه أتعبني الفساد والمفسدين كما أتعبوا الوطن.. وللمفسدين بقية وللوطن حق عليك دولة الرئيس.. والتاريخ يسجل لك وعليك.. وسلمت.