منذ ما يقارب الثلاثة أسابيع والمياه في بلدتي «الكرامة» مقطوعة.. ولا أعلم لذلك سببًا..! أنا أسكن في منطقة هناك اسمها «منطقة الجبل» ولكني لظروف خاصة بعملي و دراستي أنزل لبيتي الصغير يوم الخميس.. وهو يوم دور تلك المنطقة بالمياه.. وكل نزلاتي الأخيرة «على فاشوش».. كنت أعتقد أن الأمر يخصّ منطقة الجبل وحدها؛ إلى أن اشتكى إلي غالبية سكّان مناطق البلدة من الأمر فعلمتُ أن الأمر عام وليس خاصًّا بمنطقة بعينها..!
بلدتي «الكرامة» التي كان اسمها «أُم البيار/ الآبار» لكثرة الآبار فيها؛ تعطش؟!.. معقول هذا؟! التي كانت خزين الناس في الماء لا تجد الآن ماءً؟! التي كان «ماتور جمعيتها» يسرح بمائه الرائح والغادي؛ الآن ينشف فيها الزرع والضرع؟!.
في بيتي الصغير هناك.. زرعت منذ ثلاث سنوات قليلًا من الأشجار كي يصبح لديّ حديقة صغيرة كباقي خلق الله.. منذ جاء العطش وأشجاري كاشخة تستغيث و صاحبها عاجز عن إغاثتها لأنه لا يجد وسيلة معقولة لسدّ الرمق..!
يوم الاثنين الماضي ذهبتُ للبيت حين قالوا لي: اليوم يوم دور آخر وستأتي المياه.. وجدتُ الناس تشتكي.. والتنكات شغّالة بشكل كبير جدًا (رايحة جاية).. ولكن ليس كلّ الناس ولا أغلبهم معهم أثمان «التنكات» والذي يشتري مرّة لا يستطيع أن يشتري ثاني مرّة.. والحرّ الآن في البلدة في عزّه والماء أساس الحياة هناك هربًا من نار «الشوب» ومن كل احتمالات الخطر.. !
غالبية حمّامات بيوت البلدة بلا مياه الآن.. وحمّامي من ضمنها.. فيوم الاثنين الماضي نزلت.. وانتظرتُ وانتظرتُ.. ليس في خزاني ماء يمر على حنفيّة.. واضطررتُ للهرب ليلًا إلى عمّان كي أدخل الحمّام فقط..!!
حتى هذه اللحظة الكرامة أٌم الماء كلّه محاصرة بالعطش.. من ينتصر لها؟ من يردّ لها بعض مائها؟.
الناس تريد أن تمارس حياتها الطبيعية بحقّهم في الماء.. فأعطوها حقوقها ..!
الدستور