مشاهد اعلامية حذاء هنية قضية وطنية
سامي الأخرس
24-07-2007 03:00 AM
للتو أنهيت مقالاً عن الأسري المحررين ، وبدأت بمتابعة أخبار الوطن على مواقعه المتنوعة ، ومن خلال المتابعة المتواصلة لأحوال قضيتنا الفلسطينية والمعركة الإعلامية التي تشهدها فلسطين ، وخاصة التحول للميدان الإعلامي بعد الحسم العسكري وجدت أن أهم المواقع المحسوبة على فتح وحماس تتناول قضية سرقة حذاء رئيس الوزراء المقال إسماعيل هنية من طفل فلسطيني بحي الشجاعية ، وكيف تحول حذاء هنية لقضية إعلامية تثير الرأي العام ، ويتم تناولها على شبكات الإعلام والأخبار كخبر رئيسي ، وربما هناك من أرسل مراسليه ليجري تحقيق صحفي ليحقق زخماً إعلامياً حول هذه القضية المصيرية ، حيث أن أعلام فتح برر السرقة باحتجاج الطفل على الانقلاب الذي قادته حماس في غزة ، بينما إعلام حماس برر ذلك بقيام مجموعة من شباب فتح بتحريض وإغراء الطفل لتنفيذ فعلته ، أو لإعجاب الطفل بهنية ومحاولته الاحتفاظ بحذاءه ، وكيف نجح هذا الطفل وسط الحراسات المشددة من تنفيذ ذلك .وقدمت مواقعنا الإعلامية وجبة إعلامية دسمة للقارئ العربي والأجنبي الذي يحاول التعرف على أخر المستجدات السياسية على الساحة الفلسطينية ، ألا وهي سرقة حذاء هنية ، ولم يتبق سوي تحليل هذا الحدث تحليلاً سياسياً ، ونفسياً ليتسني للقارئ التعرف على خلفيات الحدث سياسياً ونفسياً وبناء التوقعات المستقبلية للقضية الفلسطينية ، ومن ثم رسم ملامح وبناء مؤشرات المستقبل الوطني ، وهذا التناول الإعلامي يوضح حالة الإنحدار التي وصلنا إليها ومستوي خطابنا السياسي والإعلامي الذي يعبر عن قضيتنا .
ولم يعد هناك أخبار تتناول هموم المواطن وآلامه سوي حذاء هنية وغاب عن ذهن هذه المنابر الإعلامية كيف سينظر المواطن العربي والأجنبي للصورة الفلسطينية ؟ وكيف سيحافظ على الصورة القديمة للفلسطيني الثائر ؟
إذن فقضية سرقة حذاء هنية قضية لها أولوية وأهمية أهم من قضايا المواطن اليومية ، ومن الهم الوطني والفلسطيني المعاش في هذه المرحلة ، ولم يعد لدينا مشاهد مشرفة نقدمها للإعلام ، وهذا ليس غريبا في ظل إعلام رخيص ، افتقد لهدفيته ورسالته التثقيفية .
ونواصل السقوط ....
نسقط يومياً سياسياً وإعلامياً واقتصادياً لأننا نعيش بأوهام الماضي ، ولا زلنا نسبح في الهواء والفضاء ، لم نتمكن من النزول إلي الأرض ، نستغيث من الألم والمرارة ، ونتآوه من الجرح ، ونبحث وسط ركام حياتنا يوميا عن سقوط تلو سقوط ، سقوط يموت به الأهل على معبر الموت ، وبشوارع غزة والضفة ، والسقوط في الممارسة الذي جعلت من سيارات الأجهزة الأمنية حافلات فسح شخصية وعائلية على شاطئ البحر وللتنقلات العائلية ، ونحن من ندفع ثمن السولار الذي تستهلكه هذه السيارات وهنا أحذر الأخوة في حماس بأن هذا المشهد تكرر عام 1993 عندما تحولت مقومات الوطن لملكيات خاصة وعائلية في يد البعض مما دفع شعبنا للنقم عليها والثأر منها بصناديق الاقتراع فلا تعيدوا المشهد مرة أخري . ولا تجعلوا العجينة واحدة مع اختلاف الشكل فقط .
وفي ظل معركة حذاء هنية وسيارات الأجهزة الأمنية سابقاً تشهد الساحه توتراً ميدانياً في بعض المناطق بي القوة التنفيذية وسرايا القدس الذراع العسكري للجهاد الإسلامي ، هذا التوتر الذي يتطلب من شعبنا التصدي له بعنف فلم نشف بعد من دماء الأمس والتي لا يزال العديد من أبناءنا يقبعون في مشافي الكيان بين الحياة والموت .
في خضم مآسينا وجراحنا أجد ضرورة توجيه بعض الرسائل المقتضبة للعديد من الاتجاهات ...
الأخوة في حماس : حذاري من المشهد السابق مشهد 1993 ملكيات عامة تصبح ملكيات خاصة فحافظوا علي ملكيات الشعب بعيدا عن متناول الأفراد.
الأخوة الإعلامين : قضية الوطن لا تصبح أولوية ثانوية ، وحذاء هنية مادة إعلامية وقضية وطنية .
الرفيق عبد الرحيم ملوح : مطلوب منك تجاوز التصريحات والبدء بفعل وطني والتحرك بين الإخوة في فتح وحماس .
المجلس التشريعي : عظم الله أجرك .......
الرئيس أبو مازن : هناك من يموت على معبر رفح هل سمعت عنهم ؟
جامعة الدول العربية : الرجاء نقل التحية والسلام الحار للمجلس لتشريعي الفلسطيني ، التوأم الجديد .
ولا زالت المشاهد تتلاحق ....