إعصار ليبيا .. وماذا بعد؟
د. م. محمد الدباس
16-09-2023 02:51 PM
الظواهر غير الطبيعية التي حصلت مؤخرا في ليبيا هو تحول منخفض جوي في البحر المتوسط الى إعصار، ويبدو أنه بداية تحول لأنماط مناخية لم نعتد عليها وهذا ما يزيد من خطورتها، فقد أطلق الأمين العام للأمم المتحدة على هذه الظاهرة "بالانهيار المناخي" وهو بداية (التطرف) في الأنماط المناخية، ولأول مرة يتحول منخفض جوي في منطقة البحر المتوسط الى شكل اعصار سُمي حسب خبراء الطقس (بالميديكان) وأصلها من عبارة (Miditerranean Horican).
بلمح البصر تجاوز عدد الوفيات المعلنة 12 الفاً ويتوقع تضاعف هذا العدد إلى ما يزيد عن 20 ألفاً من السكان؛ ما يجعلها تسمى ب "هيروشيما ليبيا".
إن إخفاق السياسيين في ليبيا في عمل ما هو مطلوب منهم من صيانة وترميم للبنى التحتية، وعدم تفعيل خدمة الرصد الجوي والتوعية بشكل دقيق قبيل وقوع الكارثة، هي أسباب أدت بالمجمل الى تلك الكارثة.
محليا.. فإن وزارات البيئة والمياه والري والطاقة والإدارة المحلية، وكذلك البلديات المختصة كلهم على علم ودراية بسيناريوهات التغير المناخي المقبلة للمنطقة؛ إلا ان (الحيود) أو (التطرف) عن أسوأ السيناريوهات المتوقعة أصبح حقيقة واقعة، مما يتوجب إعادة النظر بالأنماط المناخية المتطرفة قياسا بذاك الحيود وترجيحها، وليس المضي كما هو متبع حاليا في ترجيح النمط السائد لتلك السيناريوهات المتفائلة.
وكخلاصة وبالتناوب؛ فإنه يتوجب علينا من الآن فصاعداً ونحن مقبلون على فصل الشتاء بضرورة الإستفادة من الدروس المتاحة، بغرض حماية البشر والممتلكات من مثل تلك الكوارث الطبيعية، من خلال التفعيل الجدي للخطط اللازمة، من حيث التخطيط والاستعداد والجاهزية لحالات الطوارئ، والتركيز على أهمية الوعي المجتمعي لتحفيز قدرات الإستجابة من جهة، وأهمية الاستثمار في البنية التحتية ومنها أنظمة تصريف المياه من جهة أخرى.