في كل محنة وشدة في كل مصيبة وكارثة، تهرع الكوادر الأردنية بكافة أصنافها وأشكالها لتلبية نداء الواجب نداء الفزعة والنخوة العربية المتجذرة، نداء الإنسانية، لخدمة ومساعدة الأخوة دور أردني تنموي سلمي عالمي يحرص فيه الأردن الصغير بحجمه وموارده الكبير بعطائه لرسم أنصع الصور في التلاحم العربي ليكون مثال لنصرة الضعيف والمكروب وانتشال الأطفال والضحايا، وإنقاذ الأحياء بين حطام البناء.
كمْ جميلا أن تكون ذراع الإنسانية؟ تبث الخير والطمأنينة وتمد يد العون للصديق في قمة المحن، رسالة أردنية هاشمية متجذرة منذ عمر الدولة، تميزت بها الأردن وجعلت منها رائد سلام في المنطقة الملتهبة الشرق أوسطية.
إن العالم اليوم يشهد تغيرات كبيرة على المناخ رافقها الكثير من الكوارث الطبيعية كالزلازل والفيضانات والأعاصير التي اجتاحت الكثير من مساحات العالم وأمام هذه الكوارث ينبغي التعاضد والتلاحم والسير على نهج الأردن من جميع الأقطار العالمية بتقديم ما يلزم حسب القدرة للدولة المنكوبة للتقليل من حدة الكارثة قدر المستطاع. والله إن الآثار الناجمة عن هذه الكوارث ليست بغريبة على عصرنا، لقد ساهمت ممارسات البشر العنيفة المتمثلة بالحروب والصراعات إلى نتائج وخيمة وقتل وتشريد يضاهي هذه الكوارث الطبيعية، لذلك حريا بنا أمام هذه الكوارث أن نأخذ النظرة الإسلامية على محمل الجد تجاه الكوارث بالاتعاظ والعودة إلى الرشد واتقاء الله في كل أعمالنا، ونبذ الفرقة والصراعات بكافة أشكالها، ونسأل الله اللطف والرحمة بعبادة.