facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




زيارات ملكية


فيصل سلايطة
15-09-2023 09:45 AM

زار جلالة الملك عبدالله الثاني مدينة مأدبا، معه سمو الأمير الحسين بن عبدالله و جمعٌ من رجالات يحتاج عملهم ليبقى قويا شامخا.

مدينة مأدبا تلك قِبلة محبّي التاريخ والآثار والفسيفساء تحتاج للكثير، مثلها مثل أيّة محافظة أردنية أخرى، فالموارد قليلة والاحتياج في تصاعد مستمر ، فما كان في الماضي سهل التطبيق أصبح اليوم موضوعا معقّدا مكلفا، ولأنّنا في عصر السرعة والتكنولوجيا وبعيدا عن كون أي مطلب هو في نهاية الأمر حقّ واجب التطبيق ، قد يصبح أي انحراف مادة سهلة للرجم والانتقاد ، فالشارع الذي يطالب الناس بتوسعته وبعيدا عن حق الناس بهذا المطلب الشرعي ، قد يصبح مادة للنقد والرجم عبر الفضاء المفتوح.

في لقاء جلالته الأخير وفي كل الجمعات السابقة هنالك زاوية تحتاج للتفسير ، فما دام جلالته يعنون بالاسم والوقت الاحتياج وتفاصيله ويأمر مسؤولية بالتطبيق ، و على الضفة المقابلة يطالب المواطنين بذات الشيء ، والمسؤول يوعد ويتوعد أي مقصّر ، فأين تضيع الحلقة؟ أهل هي البيروقراطية وأدراجها؟

في حقيقة الأمر تكمن حلقة الوصل الضائعة في شخصنة المطالب ، فمثلا عندما يطلب جمع من الناس تعبيد شارع أو انارة آخر ، ترتبط هذه المهمّة في شخص المسؤول ، في اسم الوزير ، و هنا تبدأ قصة الضياع...

فعندما يرحل الوزير أو النائب أو المسؤول يرحّل معه هموم و مطالب جمعٌ من الناس و أوامر ملكية واجبة التنفيذ ، فما الحلّ إذن؟

الحل بسيط و لا يحتاج لفلسفة ، يكمن في ربط المشاريع خصوصا تلك المعقدة و المؤرّقة باسم وزارة أو مؤسسة بعينها ليوضع لها هيكل زمني مقرون بالكلفة و كل المتطلبات ، فمن غير المنطقي أن يكون مطلب الناس في العقد الماضي هو ذاته اليوم .

هذا الشرخ الحاصل بين الأمر الملكي و الاحتياج الشعبي من جهة و التطبيق من جهة ناتج عن مبدأ الفزعة ، ذلك الذي يتحمّس به المسؤول و يدق به على صدره و كأنّه مطلب شخصيّ منه ، أما الصحيح و الأصح أن تدار هذه الاوامر و المطالب من سلسلة كاملة تحلّل و تقيّم و تصوّب الاوضاع.

لا شك أن للقاء جلالته بنا كمواطنين أكبر أثر في النفوس ، وذكرى جميلة لا بد أن تدوم ما دمنا، فهو بعيدا عن رتابة البروتوكول الملكي انسان بسيط عفوي ، يضحك من قلبه و يرتشف كأس الشاي دونما تكلّف ، لذلك ما يميّز علاقتنا كشعب بقيادتنا هي القُرب رغم بعض المعرقلات احيانا ، فجلالته لا يقبل الانحناء سوى لله ، و لا يقبل على الغير ما لا يقبله على نفسه ، طيّب متواضع عفوي قلّما تفارق الابتسامة وجهه، يسمع كثيرا و يضع الكلمة المناسبة في المكان المناسب .

ما لفتني أيضا بسمو ولي العهد ، هو ذلك القلم الذي لم يبتعد كثيرا عن الورق الذي يحمله ، فكل التفاصيل التي يسمعها من مطالب و أمنيات يدوّنها بتمعّن ، لا يعتمد على مرافق أو موظف بل يكتبها بنفسه ، وبالتأكيد سيراجع ويسأل و يستفسر بين الحين و الآخر عنها .

هذه التفاصيل الملكية من البساطة و عدم التكلّف ، يكفي فقط أن نفتح التلفاز لنرى عكسها ، لا أقول هذا الكلام تشدّقا أو مجاملة ، بل حقيقة لمستها و رأيتها بأمّ عينيّ ، فالبساطة و عدم التكلّف دائما تفوز .

في الحقيقة تحتاج مدينتنا ، مدينة مادبا للعديد من الأمور ، فهي بوصلة لعدة شرائح ، سياحية علاجية دينية مغامراتية أثرية و غيرها الكثير ،فإن طوّرت هذه المدينة بشكل صحيح مدروس تستطيع لوحدها أن تغطّي عجز الخزينة ، لذلك نأمل دائما أن تقلّ المسافة بين الطلب و التنفيذ .

فدائما مرحبا بجلالته بين أهله و ناسه في مدينة مادبا ، و شكرا له على كل التفاصيل الجميلة التي يقدمها ، عسى أن تثمر هذه اللقاءات على كافّة الاصعدة .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :