مصر أكبر وأعرق دولة عربية تحترق... والعرب يتفرجون، أميركا تتدخل وفي العمق، وكذا أوروبا مجتمعة وفرادى، وحتى إسرائيل تتدخل، وهؤلاء جميعاً ليسوا معنيين أبداً بغير مصالحهم، ولتذهب مصر وشعبها إلى الجحيم، أما العرب فلا شأن لهم حتى الآن غير التسمر أمام الشاشات لمراقبة محنة إخوانهم تكبر وتزداد خطورة وفاجعة كل لحظة!!.
مؤلم ومفزع ومرعب ومحزن هذا الذي يجري في مصر، فالأشقاء منقسمون ودماؤهم تسيل، والصراع الدائر حالياً قد لا يبقي ولا يذر إن لم يجد حكماء راشدين يتداركون الموقف قبل فوات الأوان، والعرب كل العرب ومن المحيط إلى الخليج، مطالبون أخلاقياً وانسانياً وحتى رسمياً بالتدخل حقناً لدماء أشقائهم وحلاً للخلاف الناشب بينهم، وإلا فمصر اليوم في خطر شديد يقدره كل صادق أمين ولا يمكن لعربي بن عربي أن يقبل بهذا تحت أي ظرف كان!.
إن صلحت مصر صلح حال العرب، وإن خربت "لا قدر الله"، خربت كل دنيا العرب، وما يجري اليوم على أرض الكنانة مرشح بقوة للانتقال إلى بلاد العرب كافة وبلا استثناء، فما الذي يحول دون عقد قمة عربية طارئة خلال ساعات من أجل مصر ومحنتها المرعبة، ومصر لم تبخل عبر تاريخها على اخوانها العرب، وتاريخها وشهداؤها شهود حق على تضحيات شعبها الشقيق وجيشها الباسل من أجل العرب وقضايا العرب!.
ما الذي يحول دون قمة عاجلة ترسل وفداً من قادة العرب إلى مصر للقاء قيادتها وممثلين عن المحتجين لتدارك الموقف والتوصل إلى حل يصون كرامة الجميع, وقبل هذا وذاك، كرامة مصر وكرامة شعبها العربي العظيم، فالرئيس قدم عرضاً لشهور كي تصل السفينة إلى بر الأمان، والمحتجون يطالبون برحيله الآن, والشارع منقسم بين مؤيد ومعارض، ولا بد من حل يصون مصر من الفوضى والدمار والتطورات السلبية المعاكسة لأماني الشعب، أما إن كانت هناك أيادٍ خارجية تعبث بوجود هذا البلد باعتباره أكبر بلد عربي وتضمر له الشر وتسعى لخرابه من أجل خراب أكبر لدنيا العرب، فعندها تصبح الحاجة أكثر إلحاحاً لتدخل عربي عاجل وقمة عربية عاجلة لتدارك الأمر قبل فوات الأوان بما يحفظ هذا البلد العربي الشقيق من كل أذى، ويحقق طموح شعبه في حياة آمنة مستقرة!.
مصر يجب أن تبقى عربية كشأنها دوماً، وشعبها العظيم مطالب قبل سواه بالانتباه جيدا لصون مسيرة بلاده العظيمة من كل عبث، والعرب إما أن يكونوا أشقاء لمصر فيبادرون إلى التدخل، أو أن أخوّة العرب للعرب ستنتهي عند حدود محنة مصر, لتبدأ حقبة جديدة يقبل العربي فيها بأن يتفرج على أخيه العربي يموت ويحترق وتضيع بلاده، دون أن تتحرك فيه أية مشاعر صوب الأخ أو الصديق أو حتى الإنسان.
ولا حول ولا قوة إلا بالله، والله من وراء القصد.
She_abubakar@yahoo.com