الزراعة نماء والسياحة ثراء
م. عبدالله الفاعوري
13-09-2023 09:52 PM
يرتبط الخير باللون الأخضر، لون الأرض اليانعة المعطائة التي تقدم لساكنيها اجود الثمار وازكاها، هذه الأرض التي تسرح في ربوعها جميع الحيوانات وهي تصدح باصواتها أعذب اصوات الخير في أرض العطاء التي تكسوها السهول الخضراء وترتقي بالبشرية الغراء وتحقق لها النماء.
ان الزراعة والسياحة من القطاعات المهمة في الدول لما لها من دور كبير وبارز في الارتقاء بها وتقدمها ونهضتها الاقتصادية، فالزراعة هي صمام الأمان الغذائي للدول وهي باكورة الاستقلالية، لأنه كما قيل "من يزرع لن يجوع أبدا". وكيف يجوع من زرع قمح واعد خبز؟!، كذلك تساهم الزراعة في دعم الاقتصاد الوطني من قريب ومن بعيد، فبالزراعة تقل البطالة وتتوفر فرص العمل، وكذلك تساهم الزراعة في تفيض اسعار الخضار والفواكه بفعل توفرها المحلي وبأسعار تكلفة اقل، إضافة إلى زيادة الصادرات للدول الاخرى مما يرفع من مداخيل الاقتصاد الوطني.
وعلى الجانب الاخر ينعكس اهتمام الدولة بالزراعة على خصبة الأراضي وجمال وروعة المكان مما يساهم في توفير جذب سياحي لأن زراعة أي منطقة هي إعادة أحياء لها وتوفير الكثير من الخدمات فيها، مما يجعلها منطقة جذب وترفيه يرتادها الأفراد للسياحة والاستجمام، ولو زاد اهتمامنا باحياء جميع المناطق الجاذبة وترميمها وتجميلها وتوفير الخدمات لها يساهم ذلك في النهوض بالاقتصاد الوطني عبر بوابة السياحة وخصوصا ان الوطن يعد مهدا للحضارات المتعاقبة ويحمل في زقاقه ورقعاته وجنباته عبق الإرث الحضاري لشتى العصور.
ان الاهتمام الملكي ممثلا بالملك عبدالله الثاني وولي عهده الامين الامير الحسين بقطاعي الزراعة والسياحة ليعكس نظرتهم الثاقبة وقراءتهم العميقة للمنطقة والعالم، فقد بينت الازمات العالمية ان الدول الرائدة في هذه القطاعات هي الدول التي تقف كالجلمود لا تهتز بالازمات والعواصف المحيطة، فليكن شعارنا زراعة لنماء وسياحة لثراء تقود الوطن للتقدم وتوفر حياة كريمة للمواطنين المثقلين بالضروف الصعبة.