facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




عاصفة دانيال .. حالة من التطرف المناخي "الشدة والمكان والزمان"


د. قاسم يحيى الطراونة
13-09-2023 01:05 PM

لم يعد غريبا في هذا الزمن الذي يشهد ارتفاع في درجة حرارة الارض ان نرى تطرفا في الاحوال الجوية من حيث الشدة المكان والزمان.

مدينة درنة الليبية التي ضربتها العاصفة وبالرجوع لسجلها المناخي فإن معدل المجموع السنوي لها حوالي 330 ملم بالسنة وهي قريبة بمعدلات الامطار السنوية لمدن المملكة الاردنية الهاشمية؛ ( ابعد الله عنها كل مكروه)، اما معدل الامطار في شهر ايلول في مدينة درنه التي حدثت فيه العاصفة لا يتجاور 5 ملم بينما يصل معدل الامطار في شهر كانون ثاني حوالي 75 ملم.

فإذا تحدثنا عن تطرف هذه العاصفة من حيث الشدة فإننا نرى ان كمية الامطار التي هطلت في 24 ساعة بلغت حوالي 400 ملم في شهر مثل ايلول الذي معدل الامطار الشهري فيه لا يتجاوز 5 ملم.

يلجأ العلماء ومخططو البنى التحتية لحساب اكبر فيضان بالاعتماد على السجل المناخي للمنطقة، ويتم حساب سنوات العودة لتكرار اعظم فيضان، على سبيل المثال عمان وحسب السجل المناخي للامطار فيها يمكن ان يكون يحصل فيها عاصفة مطرية حوالي 124 ملم خلال 24 ساعة، لكن مثل الظاهرة احتمالية تكرارها مرة واحدة كل 100 عام، واعلى كمية امطار يمكن ان تحدث في مدينة عمان لا سمح الله هي 180 ملم خلال 24 ساعة، لكن احتمالية حدوث هذه الظاهرة مرة واحدة كل 1000 عام هذا في مجال حسابات اعلى فيضان متوقع، علما ان مدينة عمان سجلت 80 ملم عام 1924م. قبل 100 عام تقريبا، وبحسب المعلومات المنشورة للقيم القياسية لدائرة الارصاد الجوية، وهذا يتفق مع نظرية الاحتمالات لسجلات الامطار المعمول بها علميا.

ان هطول 400 ملم في مدينة درنه حسب نظريات الاحتمال يحتاج ان يتكرر مرة كل 1000 عام ، ولحساب الخطر لحدث يحدث مرة كل 1000 عام وحسب الدراسات الهيدرولوجية والاحتمالات تكون حتمالية الخطر(RISK) تكاد ان تكون صفرا.. أما وقد وقع مثل هذا الحدث فان هذا هو قمة التطرف الذي اتحدث عنه من حيث الشدة.

ونستطيع القول لا يوجد شيء مستبعد في الحالات الجوية القادمة في اي مكان واي زمان، هذا التطرف يربك كل من يعمل في التنبؤات الجوية ويؤكد ان التغير المناخي يلعب دورا مهما في هذه الاحداث اذا علمنا انه في الشهر الماضي ارتفعت حرارة مياه البحر الابيض المتوسط الى ارقام غير مسبوقة تجاوزت 26 درجة مئوية وهذه الدرجة تعتبر العتبة والشرط لتكون الاعاصير في الولايات المتحدة وبمعنى تكون عاصفة درنه قد حققت شرط تكون الاعاصير الاول وهو ارتفاع حرارة مياه البحر.

أما حالة التطرف من حيث المكان، من الحقائق المهمة في علم الارصاد الجوية ان الاعاصير تحدث بالقرب من خط الاستواء، ولكن حدوث عاصفة دانيال في وسط البحر الابيض المتوسط بعيدا عن المناطق الاستوائية كان ملفتا للانتباه لدى الاوساط العلمية في التنبؤات الجوية والارصاد الجوية.

من الجدير بالذكر لفهم اهمية الموقع وتأثيره على شدة العواصف والاعاصير فإن هناك قوتان تؤثرات على شدة الرياح حول العاصفة الاولى قوة فارق الضغط أو انحدار الضغط خلال وحدة المسافة والقوة الثانية هي القوة الناتجة عن دوران الارض، حيث ان هذه القوة تقل كلما اتجهنا نحو خط الاستواء، وتزداد باتجاه الاقطاب.

ان وجود قيمة قليلة لهذه القوة في المناطق الاستوائية يفاقم من شدة العاصفة حيث تعمل هذه القوة على مقاومة الهواء في الانحدار نحو مركز العاصفة، اما في البحر الابيض المتوسط فإن القوة التي تنشأ عن دوران الارض ذات قيمة كبيرة نسبيا تمنع الرياح ان تنحدر نحو مركز العاصفة وتمثل نوع من التوازن مع القوى الاخرى الامر الذي لا يجعل منخفضات البحر الابيص المتوسط عنيفة مثل الاعاصير التي تحدث في امريكا والفلبين، وبالرغم من ان الاصل ان لا تكون هذه العاصفة قوية كونها في البحر الابيض المتوسط الا ان سرعة الرياح تجاوزت 70 كم/ساعة ، اي ما يقارب سرعة الرياح التي تحدث في الاعاصير.

إن الامر يعود الى ارتفاع حرارة المياه الذي ولد قوة انحدار في الضغط جلب لها كميات هائلة من بخار الماء التي سرعان ما ارتفعت بالغلاف الجوي مولدة عاصفة عنيفة ولدت مأساة كبيرة، اما من حيث الزمان فشهر ايلول لهذه المدينة لا تزيد معدل امطاره عن 5 ملم نسبة لكمية الهطول التي قدرت بنحو 400 ملم.

لا شك ان هناك مشاكل في البنية التحتية وتخطيط المدن في ليبيا، وادارة السدود.

بقي أن نقول ان الدول العشرين المسؤولة عن الاحترار العالمي وانبعاثات ثاني اكسيد الكربون والدمار الذي يحدثه التغير المناخي هم من يجب ان يدفع لضحايا التغير المناخي ويجب على الدول النامية المطالبة بحقوقها في قمة التغير المناخي القادم في دبي.

*الدكتور الدكتور قاسم الطراونه استاذ التغيرات المناخية / جامعة جرش
خبير التنبؤات الجوية / اكاديمية الطيران الملكية الاردنية





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :