خطة الاصلاح .. الدولة في سباق مع الشارع
فهد الخيطان
03-02-2011 03:07 AM
التغيير الحكومي سيكون حلقة في سلسلة من عمليات التحديث الاستباقي
لا يقف طموح الدولة في الاصلاح عند حدود التغيير الوزاري كما يقول مسؤولون في مراكز صناعة القرار. وتكليف البخيت تشكيل حكومة جديدة سيكون حلقة في سلسلة من عمليات الاصلاح والتحديث التي تطال مختلف جوانب عمل الدولة ومؤسساتها وسلوك المسؤولين فيها.
قبل ثورة تونس وانتفاضة مصر لم يكن هناك شعور بالحاجة الى اصلاحات جذرية وعميقة ولهذا السبب ربما استمرت حكومة الرفاعي بحلة جديدة رغم الرفض الشعبي الواسع لسياساته وتوجهاته, لكن المخاوف من انتقال عدوى الانتفاضات الى الشارع الاردني الذي بدأ يتحرك في منحى تصاعدي استوجبت من اصحاب القرار اتخاذ اجراءات استباقية تهدف فيما تهدف الى جعل الثورة التونسية »فرصة اردنية« لتسريع عملية الاصلاح السياسي وتجاوز قوى الشد العكسي التي احبطت اكثر من مرة خطوات التنمية السياسية والاصلاح.
ويرى سياسيون على صلة بمراكز صناعة القرار ان البخيت يمثل الخيار الافضل من بين الاسماء التي رشحت لادارة التغيير في مرحلة »انتقالية« حاسمة ودقيقة. ولم يعد من المستبعد ان يكون على اجندتها انتخابات نيابية في مرحلة مبكرة.
لن يكون بوسع البخيت ان يعمل في الرتم البطيء الذي اعتاد عليه الناس في حكومته الاولى. فهو مطالب الآن بانجاز صيغة ملائمة للتوافق الوطني حول قانون انتخاب جديد وقبل ان يشرع في اعداد الآلية عليه اولا ان يجد مخرجا دستوريا يسحب بموجبه قانون الانتخاب المؤقت الذي بدأت اللجنة القانونية في مجلس النواب بمناقشته مع فعاليات حزبية ومدنية. وفي الوقت ذاته يواجه البخيت بشكوك حول قدرته على انجاز المهمات الواردة في كتاب التكليف الملكي.
وتُظهر ردود الفعل الاولية في اوساط النواب والاحزاب السياسية والنقابات معارضة ستربك حكومة البخيت اذا لم يحسن مطبخه ادارتها. وبمعنى آخر فإن »الفرصة الاردنية« للتغيير الاستباقي ستتحول الى مناسبة للتأزيم والانفجار.
لا يرى الرأي العام الاردني من مشروع الاصلاح السياسي غير تشكيل حكومة جديدة لغاية الآن, وهذا في نظر الكثيرين لا يكفي للاعتقاد بأن المسيرة ستخطو هذه المرة للامام. يتعين على الدولة في المرحلة الحالية اتخاذ المزيد من الاجراءات والقرارات التي تبرهن على مصداقية الدولة في انجاز الاصلاحات المنشودة.
وهناك سلسلة من الاختبارات الحاسمة على مؤسسات الدولة اجتيازها في وقت قياسي لاستعادة الثقة الشعبية المفقودة وتهدئة الشارع الذي ما انفك يرفع من سقف شعاراته ومطالبه. فمن يفوز في السباق الدولة ام الشارع?0
fahed.khitan@alarabalyawm.net
(العرب اليوم)