على أي مواطن عربي يرغب بقياس منسوب وطنيته ان يتابع ما يجري من احداث في مصر .
مدهشون بكل شيء، مدهشون بمحبتهم لبلدهم ،بهتافاتهم، بشعاراتهم، بلحمتهم، بمواقفهم، بحضارتهم، بصبرهم، بكل شيء..
الصورة لا تكذب..بل لم تكن أكثر صدقاً فيما نقلته، فما شاهدناه كان القليل القليل..شاهدناهم وهو «يكنسون» شوارع القاهرة بنهم وكأنهم يمسحون وجه الهرم، شاهدناهم وهم يحرسون البيوت والحواري بمواسير وسكاكين المطابخ، وهم يرفعون العلم الواحد فوق رؤوسهم، وهم يتقاسمون الخيام والخبز، وهم يبكون لأجل مصر، وهم يعانقون الجنود قاطعي طريقهم، .شاهدناهم بأطفالهم النيام،بنسائهم، بشعرائهم، بمطربيهم، بمسرحييهم وهم يروّحون عن الساهرين ..باختصار شاهدنا مصر بوجه كل مصري..
كتلميذ مستجد في مدرسة عظمى أمسكت قلمي وورقي ودوّنت ما أشاهد ..كان كل واحد فيهم ناطقاً اعلامياً باسم الثورة،وكل واحد فيهم يصلح ان يكون زعيماً ، ليسوا بحاجة الى قنوات اتصال لينظموا انفسهم..لا هواتف لا انترنت لا سكك لا طرق مفتوحة ..ومع ذلك شغلوا «بالمليون» ليل القاهرة وليل النظام..
شكراً لكم...لأنكم أفهمتمونا .. شكراً، لأنكم منحتمونا شهادة ميلاد جديدة..
شكراً والف الف شكر، لأنكم علمتمونا بطبشور حناجركم..وسبورة ليلكم..كيف تعشق الأوطان!!..
ahmedalzoubi@hotmail.com
(الراي)