نضوج المحور الإيراني الروسي في الشرق الأوسط والخيارات الأمريكية
د. عبدالله حسين العزام
13-09-2023 10:12 AM
إلى الآن لم تغتصب إيران أو روسيا مكانة الولايات المتحدة الأمريكية في الشرق الأوسط، ولكنهما أثبتتا قوتهما الإقليمية، بعد مؤشرات نضوج المحور الروسي الإيراني وتعمقه في منطقة الشرق الأوسط، علاوة على تأثيره الملحوض على الأمن القومي العربي، والأمن الإقليمي ككل، وبالتالي فإن تقليص القوة الروسية يعني تقليص القوة الإيرانية.
إذ أفادت تقارير مراكز أكاديمية وبحثية أجنبية، بحسب تقديرات صدرت عن وكالة الطاقة الذرية، أن إيران قامت بتجميع ما يقارب 87.5 كيلوجراما اليورانيوم المخصب، وصل إلى درجة نقاء بلغت نسبتها 60 ٪، فيما أشارت بيانات رسمية أولية صدرت كذلك عن وكالة الطاقة الذرية أن تخصيب اليورانيوم الموجود في الغبار وصل الى درجة نقاء بلغت نسبتها إلى 83.7%، وهو أعلى مستوى تم اكتشافه في إيران، و بما يتجاوز الاتفاق النووي لعام 2015 وبحسب النتائج فإن طهران أصبحت أقرب من أي وقت مضى لامتلاك القدرة على إنتاج أسلحة نووية.
وبحسب خبراء دوليين فإنه إذا تم تخصيب هذا اليورانيوم إلى درجة صنع الأسلحة بنسبة 90%، فستكون كمية كافية لإنتاج قنبلة نووية واحدة على الأقل وبالتالي تجميع قنبلة ورأس حربي بصاروخ.
إن الفرضية القائلة ما دامت إيران لا تختبر سلاحاً نووياً، فإن الولايات المتحدة لن تضرب إيران، على ما يبدو قد انتهت صلاحيتها بحسب المعلومات الصادرة حول تطورات الملف النووي الإيراني.
ومن المرجح أن تعمل الولايات المتحدة الأمريكية كخطوة أولى باتجاه الحد من دعم روسيا وإيران إلى نظام بشار الأسد اللتان سهاهمتا في ابقاءه على مشارف حافة الانهيار حتى الآن.
كما أن البيانات والمعلومات الصادرة عن وكالة الطاقة الذرية ستلزم الولايات المتحدة الأمريكية بضغط إسرائيلي، إلى المبادرة مع حلفائها في الشرق الأوسط إلى إغلاق مسار استمرار المنافسة الأمنية المفتوحة، وربما ستطرح الخيار العسكري على الطاولة قبل نهاية العام الجاري للحد من تنامي نضوج القوتين الإيرانية والروسية، باعتبار ذلك مصدر تهديد للمصالح الأمريكية والإسرائيلية بالدرجة الأولى وللأمن العربي والإقليمي ككل.
ولقد لوحظ منذ نهاية شهر آذار وما بعده من العام الجاري 2023، أن الجيش الأمريكي بدأ مرة أخرى بتعزيز وجوده في الشرق الأوسط، إذ وصلت طائرات حربية من طراز A-10 Thunderbolt II إلى قاعدة الظفرة الجوية في الإمارات العربية المتحدة، كما أمر البنتاغون مقاتلات إف-16 والمدمرة يو إس إس توماس هودنر والطائرات المقاتلة Stealth F-35A Lightning II، بالتوجه إلى منطقة الشرق الأوسط.
وبحسب وكالات أنباء دولية فقد أجرت دورية في مضيق هرمز برفقة كبار قادة البحرية الأمريكية والبريطانية والفرنسية في المنطقة، كما أن الحدود العراقية السورية قد شهدت تحركات للجيش الأمريكي،.. فهل دقت طبول الحرب ؟!..