الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد هناك قواعد وأخلاقيات سلوكية من الواجب إتباعها من قبل الطلبة، وعدة مكونات تلعب دوراً إيجابياً في عملية التعلم والتعليم التي تتم داخل الجامعة، وتنتقل آثارها إلى خارج أسوار الجامعة نُبينها على النحو التالي:
المكون الأول: عُنصر الطلبة
1.الاخلاص في النيَّة في طلب العلم
احرص أيها الطالب على أن تخرج من بيتك إلى الجامعة ، وأنت قد عزمت النيَّة على طلبِ العلم عن أبي الدرداء - رضي الله عنه - قال : سمعتُ رسولَ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - يقول: " مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَطْلُبُ فِيهِ عِلْمًا سَلَكَ اللهُ بِهِ طَرِيقًا مِنْ طُرُقِ الجَنَّةِ، وَإِنَّ المَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا رِضًا لِطَالِبِ العِلْمِ، وَإِنَّ العَالِمَ لَيَسْتَغْفِرُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ وَالحِيتَانُ فِي جَوْفِ المَاءِ، وَإِنَّ فَضْلَ العَالِمِ عَلَى العَابِدِ كَفَضْلِ القَمَرِ لَيْلَةَ البَدْرِ عَلَى سَائِرِ الكَوَاكِبِ، وَإِنَّ العُلَمَاءَ وَرَثَةُ الأَنْبِيَاءِ، وَإِنَّ الأَنْبِيَاءَ لَمْ يُوَرِّثُوا دِينَارًا وَلَا دِرْهَمًا، إِنَّمَا وَرَّثُوا العِلْمَ، فَمَنْ أَخَذَهُ أَخَذَ بِحَظٍّ وَافِرٍ .
2. حُسن اختيار الزميل المناسب ما أحسن أن نبدأ في كلِ فصلٍ دراسيٍ جديد صفحة جديدة مُشرقة بيضاء ناصعة لا يحمل أحد منا على الآخر في قلبه شيئاً ،والصداقةُ علاقةٌ إنسانيةٌ راقيةٌ، ورِباطٌ اجتماعِيٌّ وثيقٌ، يقومُ بيْنَ الأفرادِ علَى أساسٍ مِنَ المحبةِ والتعاونِ والوئامِ، والإخلاصِ والتناصُحِ والاحترامِ، والتوافُقِ فِي الأفكارِ والرُّؤَى، وهيَ فطرةٌ فِي الناسِ يسعَوْنَ إليهَا طلباً للأُلفةِ والتعايُشِ فيمَا بينهُمْ، ومن المهم اختيار الصاحب والصديق المناسب ؛ فالصديقُ إمَّا أَنْ يصحبَكَ إلَى المعروفِ والخيرِ، وإمَّا أَنْ يُرْدِيَكَ فِي المنكَرِ والشرِّ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم-: " مَثَلُ الْجَلِيسِ الصَّالِحِ وَالسَّوْءِ كَحَامِلِ الْمِسْكِ وَنَافِخِ الْكِيرِ؛ فَحَامِلُ الْمِسْكِ إِمَّا أَنْ يُحْذِيَكَ، وَإِمَّا أَنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ، وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحًا طَيِّبَةً, وَنَافِخُ الْكِيرِ إِمَّا أَنْ يُحْرِقَ ثِيَابَكَ، وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ رِيحًا خَبِيثَةً ،فاختر صحبة الزميل والصديق الذي تعينك صحبته على طاعة الله ورسوله ثم طاعة والديك ، وأهلك في البيت ، ومن يعينك ويشجعك على فعلِ كل خير واحذر ،وفارق بجسمك وفكرك من صداقته تسبب لك الشرور والتهمة من كل باب فالمرء على دينِ خليله.
3. تقديم النصيحة الطيبة للآخرين
النّصيحةُ سلوكٌ إسلاميّ مُحبّب فإذا بَدَرَ من أحد زملائكم سلوكٌ سلبيٌّ فسارعوا لتنبيهه، وكرّروا النّصيحة بأسلوب طيّب، وكونوا واثقين من أنّ الله سيعينُه على ترك هذا السلوك ولكم الأجر والثواب الجزيل.
عَنْ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ - رضي الله عنه -: " أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ:" الدِّينُ النَّصِيحَةُ" قُلْنَا لِمَنْ؟، قال: " لِلَّهِ وَلِكِتَابِهِ وَلِرَسُولِهِ وَلِأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ".
4. حُسن التعامل مع الطلبة المستجدين مع بداية العام الجامعي تستقبل الجامعات الطلبة الجدد، وتعتبر السنة الأولى للطالب الجامعي من السنوات الهامة في مسيرته الجامعية والدراسية بشكل خاص، ومن الأهمية بمكان أن تحتضن الجامعات الطلبة الجدد وأن تعمل من خلال نشاطات هادفة ومخططة لإدماج الطلبة الجدد في المجتمع والمناخ الجامعي؛ لأنَّهم ينتقلون من مرحلة التعليم المدرسي إلى التعليم الجامعي والفارق كبير بينهما والنقلة نوعية، حيث لا يجب أن يترك الطالب وحده دون إرشاد وتوجيه.
5. عدم الدخول في المشاجرات الطلابية أو التحريض عليها تشهد العديد من الجامعات بين فترة وأخرى مشاجرات طلابية، وزيادة في ظاهرة العنف الجامعي الأمر الذي يقلق أولياء الأمور، والتربويين، والجهات المعنية الذين يجتهدون لتوفير حلول للتعرف على أسبابها والحد منها، وأصبحت مصدر قلق على مستقبل العملية التعليمية في البلاد، وسلامة المجتمع خاصة وأنَّ شرارة المشاجرات اغلبها من فتاة أو لسبب تافه تُفجِّر عند البعض عصبية قبلية قاتلة.
هذه الظَّاهرة للأسف منتشرة، خاصَّة في الوقت الحالي في العديد من الجامعات الحكومية والخاصة ، وتعتبر انفلاتاً على القانون وتوسيعاً لخطاب العنف والعنف المتبادل ، ومنها قيام بعض الطلاب بحمل سكاكين وآلات حادة، وفي بعض الأحيان أسلحة خفيفة ، وإطلاق العيارات النارية ؛ الذي قد يُستخدم من قبلهم داخل الجامعات أو خارجها ، والمؤسف أنَّ بعض اعتداءات الطلبة على بعضهم من القسوة، والحدة، بما قد يسفر عن إصابات، وأذى بدني مؤلم، فضلاً بالطبع عن التأثير النفسي الذي يلم بالمعتدى عليه، الذي يؤدي إلى خجله، وانكساره أمام بقية زملائه، لإحساسه بالضعف، والمهانة، وفقدان القدرة على الدفاع عن نفسه .
6. الإلمام بالقوانين والأنظمة والتعليمات التي تحكُم عمل الجامعة على الطالب الإلمام بالقوانين والأنظمة والتعليمات التي تحكُم عمل الجامعة وعدم مخالفة القواعد الآمرة، أو الناهية من قانون الجامعة، أو أنظمتها أو التعليمات الصادرة تنفيذاً لها من خلال عدم الإخلال بالنظام، أو الضبط الذي يقتضيه سير المحاضرات التي تلقى داخل الجامعة، وتجنب إثارة البلبلة داخل القاعات الدراسية وملحقاتها، وعدم تحريض الآخرين على مخالفة القوانين والأنظمة، والحرص على اقتناء دليل الطالب الجامعي.
7. حسن التعامُل مع الطلبة في كليته وطلبة الجامعة على الطالب احترام باقي زملائه في الكلية والجامعة ، والتعامل معهم بكل لباقةٍ وصِدْقٍ ، والمُحافظة على علاقاتٍ سليمةٍ ووديَّةٍ معهُم دون تمييز، والحرص على احترام خصوصيَّاتهم والامتناع عن استغلال أيَّة معلوماتٍ تتعلَّق بحياتهم الخاصَّة بقصد الإساءة ، والتعامُل مع زملائه بعدالة واحترام وحياديَّة وموضوعيَّة دون تمييز بينهم على أساس العِرْق أو النوع الاجتماعي ، أو المُعتقدات الدينيَّة ، أو السياسيَّة ، أو الوضع الاجتماعي ، أو الإعاقة ، أو أي شكلٍ من أشكال التمييز الأخرى.
8. عدم التحريض على الغياب الجماعي أو النشاطات الطلابية ظاهرة الغياب الجماعي مازالت تمثل مشكلة مُزمنة في معظم الجامعات وتظهر بصفة جلية في بداية الفصل الدراسي حيث يتجه بعض الطلبة إلى تشجيع غيرهم من الطلبة على الغياب الجماعي عن بداية محاضرات بداية الفصل الدراسي ، أو بعد العطلات الرسمية ، وخاصة في الأيام التي تسبق الإجازات ، أو الاختبارات النهائية للفصول الدراسية، على الرغم من التحذيرات والتنبيهات من قبل الكليات ، ولكن نجد أنَّ الأعداد تتزايد مما يضعف ويخل بالخطة التعليمية كما يلجأ بعض الطلبة إلى عدم حضور المحاضرات في الأسابيع الأخيرة من الفصل الدراسي؛ بالرغم من التهديد من قبل أعضاء هيئة التدريس بتوقيع الحرمان على الطالب الذي يتجاوز الحد القانوني من الغياب في الفصل .
المكون الثاني: علاقة الطالب مع أعضاء الهيئة التدريسية والموظفين
1. العلاقة الطيبة مع أعضاء هيئة التدريس تعتبر وظيفة المدرس من اخطر الوظائف في المجتمع؛ لأنها تبني عقول الناشئة والمعروف أنَّ بناءَ العقول اصعب من بناء المصانع ؛ فالمعلم هو أهم ركن من أركان العملية التربوية ، وعندما تغيب المحبة والتفهم للمشاعر بين الأستاذ والطالب ؛ فانعدام التقبل للآراء والاقتراحات ستغلب على هذه العلاقة ، " وقد اثبتت الدراسات أنَّ الطلاب الذين تربطهم علاقة جيدة مع مدرّسهم، أظهروا قدراً أكبر من السلوك الاجتماعي الإيجابي، وسجّلت لديهم كذلك مشاعر متنامية من الإيثار والتعاطف، فيما عبّروا عن عدوانية أقلّ، وقد سجّل لدى الطلبة ذوي العلاقة الإيجابية مع المدرّس، ارتفاع بنسبة 18% في السلوك الاجتماعي الإيجابي، وتراجع بنسبة 38% في السلوك العدواني، بالمقارنة مع الطلبة الذين يعانون من علاقات متناقضة أو سلبية مع مدرّسيهم، ولذلك احرص أيها الطالب على علاقة طيبة تقوم على الاحترام والتقدير مع المدرسين في الجامعة ، والاستفادة من خبرتهم وعلمهم ، وتجربتهم .
2. عدم الاعتداء أو الشروع بالاعتداء أو تهديد أعضاء هيئة التدريس الاعتداء من قبل بعض الطلبة على أعضاء هيئة التدريس داخل أو خارج الحرم الجامعي، بالشتم والضرب، واستخدام العصي، والتلويح باستخدام الأسلحة البيضاء، أو توجيه عبارات التهديد والوعيد، أو التعرض لسياراتهم بالتكسير، والحرق هو عمل غير حضاري ومتخلف ومشين، وهو أمر مدان ومرفوض جملة وتفصيلاً مهما كانت أسبابه ومبرراته، وتعتبر هذه التصرفات جريمة جنائية يعاقب عليها القانون.
3. عدم تحريض الطلبة وخاصة المستجدين على كُره أعضاء هيئة التدريس يلجأ بعض الطلبة، وخاصة في فصل التخرج إلى التحريض على أعضاء هيئة التدريس، وبث الاشاعات غير الصحيحة بحقهم، رغبة في الانتقام منهم، وحض الطلبة على دراسة موادَّ معينَّةٍ عند مدرسين دون مدرسين، أو حثهم عن الامتناع عن دراستها مع مدرسين آخرين بغض النظر عن كفاءاتهم وخبراتهم، وممارسة ضغوطات على الطلبة وخاصة المستجدين لعدم تسجيل المواد لدى أعضاء هيئة تدريس معينين.
4. العلاقة الطيبة مع موظفي الجامعة الإداريين يعتبر العمل الإداري في الجامعات عاملاً مهما في انجاز الأعمال وتنفيذ المشاريع، وكذلك الحال بالنسبة لإدارة الأعمال المكتبية، وحفظ الأمن، والسلامة العامة حيث تساهم عدة جهات وهيئات إدارية مختلفة في تسيير وتيسير العملية التدريسية من خلال حزمة من الخدمات. حيث تكون الحاجة ماسة للخدمات الإدارية المختلفة لأجل ضمان سير حسن العمل، وتنظيم المهام وعمليات الاتصال والرقابة والتقييم.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين