أصبحنا ما بين مطرقة العقوبات وسندان المخالفات
د.محمد البدور
12-09-2023 11:46 AM
اللهم ثبتنا على الالتزام وجنبنا زلة القدم وهفوة اللسان ،نعم اعتبارا من اليوم المواطن ما بين مطرقة العقاب وسندان المخالفات والهفوات والزلات .
صحيح ان العقوبات لا تشمل الملتزمين ليس بقوانين السير فحسب، بل وبالصامتين المؤمنين انه اذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب، وهنا تسلم من العقاب وانت بمأمن من زلة اللسان وهفوة الكلام .
اليوم يبدأ العمل بقانون الجرائم الالكترونية الغليظ وكذلك بقانون السير المغلظ، وهذا بالمنظور الامني انما يساهم في تدعيم السلم المجتمعي وسلامتنا الوطنية، ولكن بالمنظور الشعبي فنحن كثيرا ما نغفل ونسهو ونقع بزلات القدم واللسان لاننا عفويين لا متعمدين في كثير من سلوكياتنا، واخشى على مجتمعنا ان تزداد فيه حالات الطلاق وفش الغل بالزوجات اذا ماوقع مواطن بفخ الخطأ وراح يلتمس العفو وليس له من مجيب.. عندها سيكون جدار بيته مكانا يدق فيه رأسه غلا او رؤوس اهل بيته وقد تكون الضحية زوجته اما طلاقها او الزواج عليها او خراب بيتها اذا ما راحت تندب حظها من اخطاء زوجها او تلوم نفسها من ذنبها اذا ما وقعت بذاتها في جرم تلك العقوبات .
رفقا بالاردنيين التائبين الطالبين العفو لاول مرة من عقوبة ستكون طامة عليهم لا قدر الله ان وقعوا بها سهوا او سوء تقدير ..
مشكلتنا ليست في تغليظ القوانين، بل في نمط سلوكنا اذا ما اردنا ان نضبطه بطريقة ميكانيكية آلية فورية وكأننا نملك
صمامات الامان ومفاتيح الاغلاق التي ستكبح اخطائنا فورا وهذا قد يكون صعبا علينا ان يكون غب الطلب وحالا لذلك مواطننا الان اشبه ما يمر بحالة رعب من اي ذنب يقترفه لاسمح الله اثناء مروره بمركبته او بما قد يتفوه به من كتابة او كلام، فليس الكل منا يدرك تماما عاقبة الامور وخاصة اذا ما تعلق الامر بالتطبيل وسرد الكلام بلا دليل..