facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




عن «أم الرائد» و المرأة في مجتمعنا


بلال حسن التل
12-09-2023 12:22 AM

أثارت حلقة يوم الجمعة الماضية من برنامج حلوة يادنيا على قناة رؤيا الفضائية، في نفسي وذاكرتي الكثير من الشجون وذكريات الطفولة والصبا والشباب، فقد كانت ضيفة الحلقة جارة الرضا ورفيقة أمي السيدة فايزة الزعبي (أم الرائد)، يوم كان الجيران أهلا يتقاسمون الحلوة والمرة، ويخاف كل منهم على الآخر، في صورة رائعة من صور التماسك الاجتماعي، قبل أن تظلنا أيام لم يعد فيه الجار يعرف جاره الذي يشاركه نفس العمارة.

«ام الرائد» في ذاكرتي لم تكن مجرد جارة، لكنها كانت عنوانا من عناوين الأدوار التي كان يلعبها المعلم في حياة مجتمعنا، فقد كان معلما ومربيا وقدوة في العطاء لمجتمعه، كذلك كانت «أم الرائد»، عنوانا من عناوين العمل التطوعي الخيري، عرفتها في مبرة الحسين لرعاية الأيتام مع الدكتور عبدالرزاق الطبيشات رئيس الهيئة الإدارية للجمعية التي كانت تشرف على المبرة التي كانت تديرها بكفاءة واقتدار، المرحومة بإذن الله تعالى عاتكة أحمد التل، وكنت يومها ناشطا طلابيا من خلال اتحاد الطلبة الذي كان وراء تأسيسه الشريف فواز شرف، الذي كان يومها امينا عاما لمؤسسة رعاية الشباب، حيث كان هناك برامج لرعاية الشباب وتأهيلهم تاهيلا حقيقيا، لمست ذلك في مركز شباب إربد الذي طالما مارست فيه العمل الثقافي والإعلامي، وأنا بعد على مقاعد الدراسة الإعدادية والثانوية.

في تلك الفترة كانت «أم الرائد» عنوانا من عناوين العمل الاجتماعي التطوعي، وكان زوجها ابو الرائد احمد بني هاني رحمه الله، عنوانا من عناوين العمل الرياضي في اربد، يوم كانت إربد لؤلؤة العمل العام. وكانا «ابا الرائد» و"ام الرائد» يقدمان نموذجا للزوجين اللذين يدعم كل منهما الآخر خدمة لمجتمعها، دون أن يكون ذلك على حساب أسرتها، فقد قدما للمجتمع كوكبة من الابناء والبنات الذين نالوا قسطهم من التعليم الجامعي.

«أم الرائد» التي لاتزال تواصل عطائها، مؤكدة أن العمر لا يقف حجر عثرة في وجه صاحبه ليوقف عطاءه، فها هي السيدة فايزة الزعبي تواصل عطاءها وكأنها في شرخ الشباب، بالرغم من انها في منتصف الثمانينيات من عمرها أمده الله.

و"أم الرائد» في مسيرتها الممتدة لعقود في العمل العام، تقدم برهانا عمليا على أن مجتمعنا لا يحتاج إلى منظمات التمويل الأجنبي، ليعطي المرأة حقوقها ويفتح لها مجال العمل العام ان هي ارادت ذلك، دون حاجة للصراع مع الزوج او التمرد على المجتمع،ومن صور البرهان على ذلك، سيرة ومسيرة جارة الرضا السيدة فايزة الزعبي فقد نجحت بالعمل العام، ونجحت في بناء أسرة ناجحة، وظلت ابنة مجتمعها الأصيل والعريق لأنها كذلك.

الرأي





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :