شكلت العلاقات الاردنية السعودية عبر مختلف المراحل حالة فريدة من العلاقات المتينة الممتدة الى التاريخ الطويل من التعاون في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية، ووقفت المملكة العربية السعودية الى جانب الأردن على امتداد العقود ومثلت سندا كبيرا في دعم اقتصاد الاردن على كل الصعد، الأمر الذي عمق من متانة العلاقات بين المملكتين، وكان الاردن دوما متطابق المواقف السياسية وغير السياسية مع السعودية.

ويأتي هذا الواقع نتيجة الحتمية الجغرافية أولا ثم لاتباع القيادتين في البلدين سياسات معتدله ازاء مختلف القضايا العربية والاقليمية.. وتحتل السعودية مكانة متميزة على المستوى العربي والاقليمي والدولي نتيجة الامكانيات الاقتصادية الهائلة التي تمتلكها ونهج قيادتها في الدفع القوي لجعل بلادها صاحبة قرار مؤثر في السياسة الدولية دائما، للقضايا العربية، ووقف الاردن دائما الى جانب السعودية في المحافل الدولية لاقتناعه بان قوة السعودية كدولة عربية واقليمية يعود بالفائدة الكبيرة على جميع العرب بقضاياهم ومصالحهم القومية.. ونظرا لمكانة السعودية الدينية جعل منها ذات تأثير عميق على الدول الاسلامية التي وقفت المملكة الى جانب هذه الدول في جميع المراحل الامر الذي اهل قيادتها ان تكون صاحبة تأثير قوي في حل اي نزاع يظهر او اختلاف في وجهات النظر.

تأتي زيارة رئيس مجلس الشورى السعودي لعمان الدكتور عبدالله آل الشيخ حلقة جديدة من حلقات تمتين العلاقة بين البلدين التي قامت بالاصل على التعاون العميق والثقة المتبادلة بين الطرفين، والتوافق حول مختلف القضايا العربية والاقليمية كما قال ال الشيخ «ان العلاقات الاردنية السعودية متأصلة ووطيدة وتتسم بعمق استراتيجي وتاريخ مميز».

فيصل الفايز رئيس مجلس الاعيان الذي يتمتع بعلاقات متميزة مع الشقيقة السعودية والذي يحرص دائما على تمتين العلاقة بين البلدين مستندا الى توجيهات الملك عبدالله الثاني ولا يترك فرصة لتعميق هذه العلاقة المتميزة بين الطرفين كقاعدة قوية للعلاقات العربية وهو يفهم جيدا اهمية هذه العلاقة لما تتمتع به المملكتان من قدرات تؤهلهما ان تكونا ذات تأثير قوي على الساحة العربية لصالح الشعوب العربية.

كما يأتي لقاء الشيخ مع رئيس مجلس النواب احمد الصفدي لتأكيد عمق التنسيق البرلماني بين البلدين لترسيخ وحدة المواقف ازاء مختلف القضايا العربية لتمتين القاعدة المنشودة في العمل البرلماني العربي والخروج للعالم بموقف عربي موحد في مختلف القضايا على المستوى الاقليمي والدولي.

في المجمل العلاقات الاردنية السعودية سواء على مستوى القيادة او على المستوى الحكومي والبرلماني تشكل كما اشرت حالة متميزة في العلاقات بين دولتين ذات مصالح مشتركة في مختلف الصعد..

ان الدعم السعودي المتراكم للأردن يترك اثرا كبيرا في نفوس الاردنيين الذين ينظرون نظرة محبة وحترام الى اشقائهم السعوديين الذين بدورهم يبادلون اشقائهم الاردنيين الثقة والاحترام المبني على علاقة تاريخية طويلة وعميقة.

من المؤكد ان لقاء رئيس مجلس الشورى السعودي الدكتور عبدالله آل الشيخ رئيس مجلس الاعيان «رئيس مجلس الامة» فيصل الفايز، ورئيس مجلس النواب احمد الصفدي سيكون له اثرا كبيرا في العلاقات بين البلدين الشقيقين..