بين الخرابشة والعالم .. المواطن " مش " سالم ؟؟
ايمن خطاب
24-07-2007 03:00 AM
هناك .. على الدوار الرابع ، يتنازع محمد ظافر العالم ، وسعد الخرابشة المسؤولية حيال ما جري ، ويجري ، في منشية بني حسن ، وفيما وجه وزير المياه والري ونظيره الصحة ، على الشاشات تكسوهما ابتسامات ، لكن في الباطن مؤامرات ، غايتها ان يطيح كل بالاخر ويحمله المسؤولية ، اما الواقع على الارض ، اسهالات اصابت نفرا من الاطفال ، ونحن متفرجون ، ربما نتالم لاننا اردنيون ، وان كان كثيرون منا على اردنيتهم لا يعلمون ماهية المنطقة وجغرافيتها ، لكننا نامل ان تكون مشمولة بالصرف الصحي ، لان الحفر الامتصاصية ، في خضم مد " الاسهال " العام الطام ، حتما سيشكل عبئا اضافيا على فاتورة العلاج ، وبذات الوقت الخلاف محتدم حيال المسؤولية وتحملها ، هناك .. بالقرب من الشميساني !! نفاخر الدنيا بدرجة عليا في الهرم الطبي العالمي وصلنا اليها ، ونروج لسياحة علاجية تضاف الى العجيبة السابعة والمغطس ، فعلاجية البحر الميت فيها احياء لعظام اكل الدهر عليها وشرب ، وفي مياه الحمتين " الشونة الشمالية والمخيبة التحتا " ربما غذاء الروح ونشاط الجسد ، وفي ما عين خضرة وجمال ، وماء زلال ، فيما نعجز عن تشخيص اسهال ، دب في معدة اطفال ، وفيما الكل " مسهول ، المسؤول مشغول " في ايجاد شماعة يلقى اللوم عليها ، والعالم – بكسر اللام - والخرابشة ، يتنازعان المسؤولية على " ثقب " في انبوب ، تخيلوا حجم الانبوب والثقب ، كلاهما تافه في مقاييس الحجوم وتكعيبها ، ووفق مقاييس طول الانبوب ايضا ، فهو طويل طويل !!
لكن على تفاهة حجم الثقب ، وعلى الرغم من طول الانبوب ، اطيح بسبعماية من البشر واكثر ، واضحوا طريحي الفراش في مشتشفيات عدة " والجرار يجر الحبل ، او الحبل على الجرار " لافرق ، اذ ان الاسهال يؤدي الى خربطة المفردات غالبا ، ونحن في خضم " الاسهال " ا مام ما نزال في جدال ، بقضية اعم واشمل واكبر ، هي نزاع العالم – ايضا بكسر اللام - والخرابشة ، المستمر في الظلام ، فيما النور الوضاء ، يشهد ابتسامات تقلل من اهمية الاسهال ، وتدعو لتناول الاكواسال ، وحض على غلي الماء الزلال !!
الدعوات بالاستقالة لطرفي النزاع ، ممن تصدى للمطالبة بها ، مع احترامي للمطالبين والمطلبية ، فيها قصور تجاه فهم الحالة السياسية في الاردن ، لان السياق التاريخي الاردني في الازمات الداخلية ، سواء اتصلت " باسهال او امساك " يسير بمنهجية المثل الشعبي " اللي بقع الله لا يقيمه " والمسؤولية حتما على من وقع بالمصيبة ، من هنا جاء " الطلق الاخير" لوزارة المياه والري ، ليحمل المسؤولية لطفل لم يتجاوز الثلاث سنوات ربما ، لانه لا يشرب الماء المغلي ، ويستدرك ليحض الناس على غلي الماء ، لا لاعداد الشاي فحسب وانما للاستخدامات الاخرى ، وربما يحمل المسؤولية لاولياء الامور للتقاعس عن غلي الماء ، فالتقاعس في ضوء " رخص ثمن الغاز " لا مبرر له ، لكن الوزارة تناست ان الناس في المنشية ، والمخيبة الفوقا والتحتا ، وعراق الامير ، لم يلجأوا لغلي الماء ، لانهم يثقون بتصريحات " العالم " ومن سبقه من وزراء ، حيال التطابق مع المواصفة العالمية لمياهنا ، وسلامتها ، وهم غير ابهين بزيادة مقدارها بضعة كيلو غرامات على ابريق الغلي لماء الشاي ، جراء التكلس !! وتكلس الابريق بطبقات لا يعيرونه اهتماما ، حتى وان رأوه بام اعينهم ، فمحال ان يخطر ببالهم ان المعدة ربما يصيبها التكلس ، ذات يوم ، لسبب بسيط ، مرده لثقتهم بالوزير وما يقول ، اليس هو العالم – بكسر اللام ايضا ، واعلم منهم بمصلحتهم!!
المسالة اخيرا اختصرت بضرورة غلي الماء ، لا من اجل كوب من الشاي فقط ، وانما للشرب ، وحمام الراس ايضا ، لمن يخشى " طفيلي ممرض - بضم الطاء حتى لا يعتب علينا اهالي الطفيلة – وهذا الطفيلي ربما يؤدي الى صلع ، يطال غرة متطايرة في هواء ، والغلي ربما يكون مطلبية طهارة ايضا خاصة بالوضوء ذات افتاء شرعي يدرس المشكلة ؟؟!!
وما دام الغلي بالغلي يذكر عفوا .. " الشيء بالشيء يذكر " نستذكر احد وزارء التموين ذات شحنة ارز فشلت كتب الطبخ في اعداد وصفة لنجاحها في المطبخ الاردني ، وكان ذلك طبعا قبل الاجهاز على الوزارة " التموين " في نطاق تحررية السوق والعولمة والحد من الاحتكار ، فمعاليه خرج انذاك ، بتسيعنات القرن الماضي ان لم يكن قبلها او بعدها لافرق ، وذات لغط حيال فساد الارز ، ليشرح على شاشة التلفزيون الاردني الية طبخ الارز ، ويوضح ان نسائنا ، او الحجة " صبحة او صيتة " اعتادتا بالتوريث عن والدتهما الحاجة " شهلا " ان تقابلا كل كاس من الارز ، بنظير له من الماء ، وهذا خطأ جسيم وفق الوزير انذاك ، لان نوعية الارز الجديدة والشحنة التي دخلت البلاد من بواباتها الواسعة ، كاس الارز الجديد يحتاج كاسا وبعض الكاس من الماء ، تخيلوا ، وزير صاحب جاه وسلطان وخدم وحشم ، ومنصب سياسي رفيع ، تحول بين ليلة وضحاها الى " الشيف رمزي " وما كان ينقصه فقط تجربة حية على الهواء ، بطربوش ابيض ، ومقدمة برنامج لاتفقه بابجديات المطبخ الا سلق البيض !!
في الذاكرة الاردنية الكثير حيال هكذا امور ، ونستغرب دوما محاولات الاصطياد في الماء العكر ، الا تذكرون فئران القمح التي طفت في مياه العقبة ذات شحنة مستوردة ، واكلناها وهضمناها واللجان التحقيقية والمخبرية تمارس عملها ، وتتقاضى بدل عمل اضافي حيال جهدها العظيم والكبير !!
الصحة تنصح سكان المنشية بغلي مياه الشرب ووزيرها يقول " وجود طفيليات ممرضة ومقاومة لعمليات التعقيم " وبالتالي الغلي فيه الوقاية ، والنصيحة قريبة للاعتقاد اكثر مما هي معلومة علمية ، بمعنى انها ربما تقود الى احتمالية فشل الغلي بعد يوم او يومين من التجربة ، ووقتها لا يضير معاليه ان طالب " المنشية " وسكانها بتبريد الماء للقضاء على " الطفيليات الممرضة والمقاومة " اذ انها قد تكون كبكتيريا الذبحيات الجديدة التي يحتاج القضاء عليها لتبريد لساعة او ساعتين في مبردات المسلخ .
لماذا هذا التضخيم لمجريات الامور !! ونحن على ابواب انتخابات !! ستعقبها ايضا انتخابات رصد لها مبدئيا قرابة 12 مليون دينار ! على الرغم من ثقب الانبوب منذ سنوات !!
العالم والخرابشة مستمران في الصراع ، وتحميل المسؤولية كل – بضم اللام – للاخر ، فيما الشارع العام – ان وجد– هو الغائب الحاضر دوما ، يطالبهما بذلك ، لكنهما لن يستقيلا ، فمن يستقيل ؟؟ من وجهة نظري المسؤولية على معلمي مدارس المنشية ، وبعض موظفي مناطق البلدية فيها ان وجدوا ، والمختار وعامل محبس المياه ، لفشلهم في وضع استراتيجية ناجحة ، تحض الاهالى على غلي الماء !!.