دفاعاً عن الرئيس الخصاونة .. دعوها فإنها منتنة
السفير الدكتور موفق العجلوني
11-09-2023 10:13 AM
التسريبات الإعلامية على وسائل التواصل الاجتماعي و الصالونات الخاصة، بخصوص التعديل الوزاري لا تنفك عن ان تأخذ مظاهر جديدة، فتبدو اكثر أحياناً و كأنها حاصلة غداً او بين عشية وضحاها، وهذا عبارة لا تخرج عن فقاعات هواء من غبار ذر الرماد في العيون .
هذه التسريبات تتركز هذه المرة حول أسماء اشخاص بعينهم داخلين على الوزارة واخرين خارجين منها , و منهم مسؤولين سابقين في الحكومة او مجلسي النواب والأعيان ، تلبيس التعديل المرتقب رؤية سياسية واقتصادية واجتماعية ، و كأن حكومة الدكتور بشر الخصاونه تفتقر لهذه الرؤى ، شر البلية ما يبكي و يضحك بأن واحد .
شكراً لدولة الدكتور بشر الخصاونة خرج علينا يوم أمس ليقول للجميع كمموا افواهكم أيها التائهون الضالون المظللون كفى لغطاً ... لا تعديل وزاري.
ولكن هناك من يترك الساحة السياسية الأردنية فريسة الاشاعات والتسريبات. وترك الجميع تحت رحمة الاشاعة وتسربل التسريبات، وخاصة ونحن نعيش أجواء اقليمية متخبطة وواقع دولي متضارب.
لم نسمع من دولة الرئيس ان هنالك خلل في مجلس الوزراء يحتاج الى تعديل واخراج عدد من الوزراء او استبدالهم بأسماء مشهود لها في السياسة والاقتصاد والذكاء الاصطناعي. وكما يصرح دولة الرئيس الرئيس دائما، الفريق الوزاري متكافئ ويعمل بكفاءة وليس هناك ما يبرر التعديل في الوقت الحاضر.
حان الوقت ان يبادر المجتمع الأردني الى محاربة الاشاعة، وتوفير البيئة الاعلامية الصحية لمحاصرة الاشاعة ووأدها في مهدها. ولا شك بان توفير المعلومة الصحيحة من اهم شروط تنقية البيئة الاعلامية من الشوائب، لا يملك الرئيس مطلق الحرية في جراء أي تعديل او في ادخال واخراج من يشاء من الوزراء. الامر ليس مرتبطاً بحضور او بغياب شخصية بعينها او مسؤول بعينه، القضية مرتبطة ارتباطاً كلياً بصلاحيات جلالة الملك حفظه الله إذا كان الامر بحاجة الى تعديل او تشكيل وزاري جديدة.
والسؤال الهام هنا : هل ما يدور حول التعديل ان هناك وزراء بعينهم يجب ان يغادروا ، وهل هؤلاء الوزراء يديرون أعمالهم بمنأى عن الرئيس و اشرافه ومشاركته ...!!!
القاصي والداني يعلم ان حكومة الدكتور الخصاونة تعمل في اجواء مريحة للغاية، فهي تعمل في مناخ شعبي متفائل، وفي ظل دعم ملكي كبير معزز بمبادرات خلاقة متتالية وبمنظور اجتماعي يستهدف التنمية السياسية والإصلاح الاقتصادي والعدالة الاجتماعية والتخفيف عن كاهل الطبقات الفقيرة ومحدودي الدخل. وتحظى الحكومة بدعم كل مؤسسات الدولة واجهزتها. وتحظى بدعم كبير من البرلمان الذي يسعى "لنيل ثقتها" وبتسهيل عملها واسناد خياراتها السياسية والتشريعية.
في ضوء فوضى فقاعات الاشاعة وزبدها التي نعيشه لا بد قبل نشر أي معلومة أن نتأكد من صحتها ومصدرها واستخدام مصادر موثوقة مثل وسائل الإعلام الموثوقة والجهات الرسمية. ولا بد من تعزيز الوعي، تعزيز وعي الناس بأهمية التحقق من المعلومات قبل تداولها، ونشرها واستغلال وسائل التواصل الاجتماعي لبث ونشر الشائعات وخاصة التي تتعلق في الدولة والحكومة، والاردن له سمعته الطيبة واحترامه وتقديره ومصداقيته. والحكومة لا اعتقد انها تخفي شيئاً عن الشعب، والرئيس هو الخادم الأمين لجلالة الملك ومجلس الوزراء والشعب الأردني، وقد عرفته عن قرب وزاملته ما يزيد عن ٢٥عاماً.
فالأردنيون ليس مجتمع الاشاعة ونقل الاخبار غير الصحيحة، والمجتمع الأردني مجتمع متكافل متحاب يقف خلف قيادته وحكومته ويرفض وينبذ الاشاعات المغرضة والتي لا تخدم الا أعداء الامة، فالأردنيون كالبنيان المرصوص يشد بعضهن بعض على الخير والمحبة.
حفظ الله اردننا الحبيب و قيادتنا الحكيمة جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين و سمو ولي عهدنا المحبوب الحسين بن عبدالله حفظهم الله و سدد على طريق الخير خطاهم .
السفير الدكتور موفق العجلوني
المدير العام مركز فرح الدولي للدراسات والأبحاث الاستراتيجية
muwaffaq@ajlouni.me