يسعدني أن أقدّم لكم من خلال هذا المقال أهمّ المعطيات التي تساعدنا على فهم العمل المنظّم للفرق، والتي يتمّ تشكيلها في العديد من المؤسّسات والمنظّمات بهدف تحقيق أهداف محددّة، وتعرف بمسميّات مختلفة، ففي بعض الأحيان يطلق عليها اللجان الخاصّة وأحيانًا يسمّونها فريق عمل وغيرها .
إنّ كلّ مجموعة هي أشخاص تمّ تكليفهم للقيام بأعمال محدّدة لتحقيق أهداف محددة أصبحوا ضمن منظومة تسمّى فريق العمل.
وبكلّ تاكيد فإنّ هذه الحالة من التّحول التي تعيشها المجموعة لتصبح فريقًا، تمرّ بمراحل مختلفة من التّطور الذي يحقق انسجامًا كبيرًا، يجعل منهم فريقًا متماسكًا، وقد وضّح العالم بروس تكمان في نظريته مراحل تطوّر الفريق بمرور المجموعة بأربعة مراحل أساسيّة؛ بداية مرحلة التّشكيل والتي تجمع المعنيين معًا في سبيل تحقيق الأهداف المرجوّة، لتبدأ مرحلة ثانية تسمى بالصّراع حيث يبلغ ذروته بين أفراد المجموعة ويؤدي ذلك إلى الانتهاء وعدم القدرة على الاستمرار أو الانتقال للمرحلة الثالثة وهي التوافق على آلية العمل، هنا يكون قد استطاع الجميع التّفاهم للوصول للمرحلة الرّابعة وهي الأداء والتّنفيذ، هنا يمكن أن نطلق عليه اسم فريق عمل .
إنّ الفهم الصّحيح لما يحصل من مخاضٍ كبيرٍ لتولد فرق العمل النّاجحة يحتاج الى جهدٍ كبيرٍ؛ لأنّ هذه المراحل قد تعود في أيّ وقت، فقد يعود الفريق من مرحلة الأداء لمرحلة الصراع ولكنّ إدراك الجميع أنّ هذه هي طبيعة حياة الفرق الفاعله والتي تتعامل مع المواقف الصّعبة للوصول الى الهدف.
أمّا فيما يتعلق بفشل الفرق وهذا ما تحدث عنه العالم باتريك ليونسيتي من خلال التّطرق لمواطن الخلل الخمسة التي تؤدي بحياة الفريق للخطر وتجعل منه فاشلّا، هذا الخلل يتمثّل في انعدام الثّقة وتضارب المصالح والخوف من المساءلة وإهمال النتائج وأخيرًا الخوف من تحمّل المسؤولية.
وقد ينشّط هذا الموضوع ذاكرة الكثير مناّ ويجعله قادرًا على فهم سبب واضح لحقيقة الفرق الفاشلة.
وبعد كلّ هذه الدلائل والمعلومات العلميّة فإنّ الغاية من التعرّف على الامور المتعلّقة بالفريق النّاجح وكيف يمكن الاستفادة من تشكيل الفريق وحمايته من الفشل، وجعله محاطًا بكلّ أسباب النّجاح.
إنّنا نعمل بكلّ جدّ ومصداقيّة على مراعاة المعايير اللازمة في حال كنّا من يشكل فريقا أو يكلف الفريق ، وندرك جيدا أهمية تفادي الأخطاء التي تحدثت عنها النّظريات وعالجتها أيضا.
نتطلع دومًا لتقديم ما يعزّز قدراتنا في بناء مستقبلٍ أفضل من خلال الاستثمار في راس المال البشريّ .
ودمتم بودٍّ.