همسة في اذن رئيس الوزراء " لا يُلْدَغ المؤمن من جُحْرٍ واحدٍ مرتين"
د.حسين الخزاعي
02-02-2011 04:37 AM
اسعد الله صباحك دولة الدكتور معروف البخيت ، ونبارك لك بالثقة الملكية الغالية التي منحك اياها جلالة الملك عبد الله الثاني بتكليف الحكومه ، نبارك لكم باسم ابناء الطبقة الوسطى والفقيرة وابناء الاسر التي تعيش خط الفقر ، نبارك لدولة " ابو سليمان " باسم منتفعي صندوق المعونة الوطنية والزكاه ومتلقي الدعم والعون من مختلف صناديق الائتمان ، نبارك لك باسم طلاب مدارس الوطن الذين تبرع جلاله الملك بالمدافيء لهم ليقيهم برد الشتاء، والذين بايدي جلالته الحانية البسهم معاطف الشتاء، باسم هؤلاء والذين تعرفهم جيد ندعو لك بالتوفيق والنجاح في امانة حمل المسؤولية والتي نعترف انها مسؤولية كبيرة، وخاصة ان مهمتكم الرئيسة تترسخ وتوجه لاتخاذ خطوات عملية وبرامج مقنعة ومدروسة للسير في خطوات اصلاح " اجتماعي ، تنموي، اقتصادي، سياسي " في كافة ارجاء الوطن، والمواطن الاردني ينظر بتفاءل وامل كبير بثقة جلالة ملك القلوب والعقول بقدرتكم على تحقيق البرنامج الذي كلفكم به مليكنا الانموذج لمواصلة مسيرة الخير والتقدم في وطن الامن والاستقرار والوحدة النموذجية الوطنية لاعلاء شأن الوطن .
اخترت مطلع الحديث النبوي الشريف عنوانا لمقالي ، الحديث النبوي الذي رواه ابي هريره رضي الله عنه وقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يُلْدَغ المؤمن من جُحْرٍ واحدٍ مرتين" متفق عليه ، وهذا مثل ضربه النبي صلى الله عليه وسلم لبيان كمال احتراز المؤمن ويقظته لعدم تكرار الوقوع في الخطأ ، وبما ان دولتكم عزيز على البناء المجتمع الاردني ، واكن لك الاحترام والتقدير ولم انقطع عن التواصل مع دولتكم بعد انتهاء مهمة عملكم كرئيس الحكومه ، وكنت دوما نعم الاخ والصديق والمواطن الاردني الذي نفتخر باطلالته وابتسامته وتفاؤله وعشقه للمستقبل، من باب الامانة والمحبة الكبيرة والاعتزاز بكم اقدم لكم هديتي المتواضعة ، وهي مقال نشرنه في وكالة عمون الاخبارية التي لا تهادن ولا تراوغ ومنحتنا الحرية المسؤول التي سقفها يتجاوز البعيد من السماء ، اعيد نشر هذا المقال الذي نشرته بتاريخ 21 نيسان 2007 ، وهو موجود ضمن " كتاب " عمون " ، اعيد نشره لأن في الاعاده افادة، ولاننا سنبقى على تواصل مع دولة " ابو سليمان " ابن الطبقة الوسطى ، ابن الجيش الاردني المصطفوي ، نبدأ معكم في التذكير ببعض الثغرات التي واجهتكم ابان تسلمكم مهام حكومكتم الاولى ، نعرف ان قلبك كبير، وعقلك منير ، لهذا لا تزعل اذا اطللنا عليك في قادم الايام بمقالات لاذاغة، وزدنا العيار حبتين ، فنحن في مدرسة الوطن تعلمنا ان لا نهادن، ولا نزاود، ولا نتمسح بصنم ، اليكم مقالي والذي كان بعنوان " الحكومه مش عم تمشي بدها تعديل يدفشها دفشه " ومعلومه احب ان اذكرها للقراء الافاضل بان المقال بعدما نشر في " عمون " اغضب جوقة من المنافقين المطبيلن ممن يتقنون العزف على الطبلة، جوقة من حملة المباخر والمتزلفين، المستشارين الذين لا يستشارون، وفي الاتجاه المقابل لم يغضب دولة " ابو سليمان " والذي في حينه اتخذ خطوات جاده للاصلاح . اليكم ما جاء في المقال .
من التعبيرات التي تشيع بين الناس تعبير "الرأي العام". وهو مجمل التصورات التي يحملها المجتمع عن قضايا وصور واشكال تتعلق بالسياسة والمجتمع والحياة بشكل عام ، والمجتمعات المتطورة والمتحضرة يهما كثيرا معرفة آراء واتجاهات الناس تجاه بعض القضايا وخاصة في مجال تقييم اداء الحكومات وردود فعل المواطنين لمدى متابعة الحكومات لهمومهم وتطلعاتهم ، وثمة وسائل متعددة لقياس الرأي العام وهناك مؤسسات متخصصة للقياس ، تتخذ من الإجراءات والوسائل العلمية المنهجية والموضوعية لتحقيق مصداقيتها لدى الناس . في قراءة لبعض النتائج المهمة التي وردت في استطلاع مستقل للرأي اجري من قبل مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الأردنية بتاريخ 27 تشرين الثاني 2006 ، والذي تم بعد مرور عام على تشكيل حكومة الدكتور معروف البخيت ، اظهرت النتائج ان تقييم الأردنيين للفريق الوزاري في الحكومة قد انخفض عما كانت عليه في بداية تشكيلها، مع حفاظ تقييم الأردنيين لرئيس الحكومة، ولعلي من باب التذكير أشير الى بعض هذه النتائج للاستفادة منها واعادة قراءتها :
: 1 – افاد ( 72 % ) من المستجيبين بأن رئيس الوزراء كان قادرا على تحمل مسؤوليات المرحلة خلال فترة العام . وهذه النتيجة كانت (74%) في بداية التشكيل تسجل لرئيس الوزراء وكان يجب استثمارها ووضع استراتيجية في قيادة الفريق الوزاري واتخاذ خطوات كبيرة في العمل الميداني والتواصل مع المواطنين ومتابعة احتياجاتهم واولياتهم.
:2 - اما فيما يتعلق بالفريق الوزاري فقد كانت نتائج العينة الوطنية وقادة الرأي تدل على ان اداء الفريق الوزاري قد انخفض ووصل الى حافة الهاوية حيث كانت النسبة ( 66%) في بداية تشكيل الحكومة انخفضت الى ( 53 %) في استطلاع المائتي يوم ، وصلت الى ( 51 % ) فقط بعد مرور عام عند العينة الوطنية و (52 %) عند عينة قادة الرأي ، وهذا يعني ان الفريق كان غير قادرا على تحمل مسؤولياته خلال فترة العام ، وان المواطن غير راض ويرفض هذه النتائج لانه بحاجة الى فريق وزارياً بمستوى جيد وليس بمستوى ضعيف .
وكمتابع ومحلل ومراقب ، سأكون في قمة الصراحة والوضوح والحيدية واقول : ان هذه الاحصاءات والتي تجاهلتها الحكومة ، ثبتت صحتها ودقتها وخاصة بعد سلسلة من التخبط والفزعة في ادارة شؤون البلاد ومواجهة بعض الازمات والتي كشفت عدم قدرة الوزراء المعنيين على مواجهة الازمات وادت الى تذمر من قبل المواطنين ، مثل " ازمة العاصفة الثلجية ، فضيحة اصطوانات الغاز ، التدفئة في مدارس وزارة التربية والتعليم ، ازمة مشروع قانون الموازنه الذي رفضته اكثرية اللجنة المالية في مجلس النواب ، مستشفى الكرك الحكومي ، فضيحة مدرسة ابو ايوب الانصاري في العقبة والتي وجد بها 120طالبا اميا موجودون في الصفوف من الرابع الى السادس ، وهؤلاء الطلبة لا يجيدون الكتابة والقراءة نهائيا رغم انهم قضوا في المدارس من 4-6 سنوات " ! وأوكد أن المواطن الأردني ما زال يثق بقدرات رئيس الوزراء على القيام بمسؤولياته ويقدر خطواته وبعده عن الشخصنة ، والصفقات ، والبورصات ، وتصميمه على المضي قدما في محاربة الفساد والمفسدين ، وعليه الاستفادة من نتائج هذا الاستطلاع والتوقف عنده ودراسة الفارق بين تقييم المواطنين له وللفريق الوزاري ، اذ ان الفارق (20%) وهذا في العرف الاكاديمي والمنطقي والاجتماعي غير مقبول وهناك خلل في تنفيذ توجيهات وتعليمات ورؤية وبرنامج رئيس الوزراء يلمسها المواطنون .
والمتابع والمدقق لمضمون الرسالة الملكية التي وجهت الى دولة رئيس الوزراء بتاريخ 25 تشرين اول الماضي يستخلص منها ان جلالة الملك عبد الله الثاني حفظه الله يريد من الحكومة الانتقال من وضع الخطط التي تحدد حاجات المواطن وهمومه الى مرحلة التنفيذ والانجاز من اجل أن يلمس المواطنون نتائج فعليه على ارض الواقع .
وبعد .... لقد خدمتم يا دولة الرئيس في ميادين العز والرجولة والشرف ، وتقبلون النصيحة ، لقد آن الآوان أن تخلع ربطة عنقك وترتدي " الكاكي " وتجلس لكل وزير في وزارته ، وتتابع شخصيا وعلى ارض الواقع ماذا انجز من استراتيجيات ، وما هو برنامج عمله اليومي مع المواطنين ، لتقلب الوزارات التي اصبحت مأوى للعجزة وعشاق الروتين والتخمين ، هذه نصيحة اقدمها لك يا دولة الرئيس ، فأنت سيد العارفين ، سيدنا ابو الحسين حفظه الله ورعاه ، يريد خطوات عمليه تنفيذيه يشعر بها المواطنون وخاصة مواطني القرى والمناطق النائية والفقيرة ومنتفعي صندوق المعونة الوطنية والذين هم اقرب الناس الى فكره ومبادراته ، يا دولة الرئيس الوزراء خليك مع نبض المواطنين ، فالاستطلاعات تقول ان الوزراء ادائهم غير مقبول ، وعلى اداء المهمات غير قادرين ،يا دولة رئيس وزرائنا انا واحد من الـ (72%) الذين يحترموا كل مبادراتكم . ومن ال (51 %) الي بيهدوك اغنية :
ها الحكومة مش عم تمشي
بدها تعديل يدفشها دفشه
بكره في انتخابات
بلديات ونيابيات
لا تخربط في الحسابات
وترجع توقع في الازمات
عدل ها الحكومة وامشي
مسك الكلام : هذا المقال نشرته بعد (100) يوم من تشكيل الحكومه الاولى لدولة الدكتور معروف البخيت الاولى في 21 نيسان 2007 ، اخطاء كانت جسيمة وقت بها الحكومه في حينه وخاصة الانتخابات النيابية والتي حذرت من الوقوع بها ، اعيده اليوم للفائدة ، فهل هناك من يقرأويتابع ؟! .نتمنى لدولة الرئيس التوفيق.
Ohok1960@yahoo.com
الكاتب : اكاديمي، تخصص علم اجتماع