أهمية موقع الأردن في العصر المملوكي
10-09-2023 01:59 PM
عمون- في العصر المملوكي، كان للأردن أهمية كبيرة ولعب دوراً مهماً في الإقليم. قد شهد الأردن تواجد حضارات متعددة تاريخياً، وهناك بقايا تلك الحضارات التي لا تزال ماثلة للعيان. قامت دولة المماليك بالاهتمام بالمعالم الحضارية في هذه المنطقة وعملوا على تحصين القلاع وتعزيزها وإرسال الجنود لحمايتها. كما كان الأردن ملتقى لطرق الحج الشامي والمغربي.
تجلى اهتمام المماليك بالأردن في العديد من الجوانب، بما في ذلك توفير الحماية والخدمات للقوافل المارة فيها وبناء محطات لاستراحة القوافل وتوفير منشآت لتخزين المياه في الخانات. كما قاموا ببناء القلاع وتطويرها، وشجعوا على التجارة الداخلية والخارجية، وأقاموا مناطق لقبض المكوس جنوب الأردن.
اقتصادياً، كانت المنطقة الأردنية مهمة في عهد المماليك كجسر لنقل التأثيرات الحضارية عبر العصور. كانت القوافل المتوجهة إلى الديار المقدسة تعبر من الأردن، مما دفع سلاطين المماليك للاهتمام بتوفير محطات للاستراحة للحجيج والقوافل التجارية. أقام المماليك نظام اقتصادي مميز، حيث كانت العملة المتداولة هي الدينار والدرهم المملوكي.
كما اهتمت المماليك بالصناعات المختلفة في الأردن نظراً لتوفر المواد الخام عالية الجودة في المناطق المختلفة. تميزت صناعة السكر وأصبحت مزدهرة، حيث أدخل السكر الأردني الأسواق الأوروبية وكان تجارته تحت سيطرة المماليك.
كما كان للزراعة دور مهم في الأردن، خاصة زراعة الزيتون التي اعتبرت من أهم الموارد الاقتصادية. تأثرت الزراعة ببعض الكوارث الطبيعية، مثل السيول التي أثرت على مدينة عجلون وهجمات الجراد التي أثرت على محصول الشعير في مناطق مختلفة.
أنشأت المماليك قلاعاً ومرافق لصناعة الأسلحة، واستفادوا من مناطق شرقي الأردن لاستخراج المعادن مثل الحديد والكبريت في صناعاتهم.
الحياة العلمية والثقافية ازدادت روعة في الأردن في هذه الفترة، حيث أصبحت المدن والقرى مراكزاً للعلم والثقافة. ظهر العديد من الفقهاء والعلماء والأدباء في شرق الأردن وكانوا على اتصال وثيق بعلماء دمشق والقاهرة. أقاموا مدارس دينية وعلمية وثقافية.
فيما يتعلق بالآثار، زخرت المنطقة بالعديد من المنشآت الدينية والمدنية والحربية في هذا العصر، منها المسجد الجامع في عجلون والخانات والقلاع التي تم تطويرها وتعزيزها في هذه الفترة.