عاجل .. الى الرئيس المكلف
نشأت الحلبي
02-02-2011 02:36 AM
معروف البخيت، مع حفظ الألقاب التي أنا ضدها، لأنك أتيت لتحمل مسؤولية الوطن لا أن تخاطب بألقاب "التفخيم"، ولأن المسؤولية التي تحمل هي تكليف لك لا تشريف، ولأن الشعب أكبر من كل الحكومات، ولأن هذا الشعب هو الأساس الذي جئت لتخدمه وتسهر على راحته ورفاهه وأمان أطفاله وتأمين مستقبل مشرق لهم، ولأجل هذا الشعب، يجب أن نتنبه لكل ما يدور حولك، فالشعوب لم تعد تقبل الظلم، ولم تعد تقبل أن ترى حقوقها تزهق فيما هناك من يتخم على حسابها وعلى حساب مستقبل أبنائها.
لا يغرنك، وأنت الرئيس المكلف بعد، إن خدعك أحدهم وقال لك بأن ما يجري في تونس ومصر، وما هو قادم من ثورات الشعوب العربية التي بدأت تنهض من كبوتها وفارقها الخوف الى غير رجعة .. لا يعنينا، فالشعب الأردني في أصله وأساسه، شعب ثوار، جمعتهم الثورة في هذه الأرض الطيبة من شتى الأصول والمنابت بعد أن ثاروا على محاولات قهرهم وطمس هويتهم،، ولعلك للتاريخ قارئ جيد ولا تحتاج الى "إعادة" تذكير.
.. ما زالت قصة الأرض في البحر الميت التي كلفت خزينة الدولة الأردنية ملايين الدنانير ووقعت في عهدك، ترن في بال الأردنيين، فنصيحة أردني مخلص لا يركض وراء منصب، ولا يلهث وراء لقمة عيش غيره، أن إكشف أوراقك منذ البداية، وخاطب الأردنيين بما يجب أن يخاطبون به من إحترام لعقولهم أولا، وإحترام لتاريخهم وكبريائهم، وإخطب ود الفقير منهم قبل الغني، وإرفع الظلم عن من لحق به، وكن "نمرا" في وجه كل طاغ وباغ، وإعرف حينها أن الشعب كله معك.
لا تحدث الشعب بلغة الارقام، ولا تأت بأولئك الذي يتنطحون للشعب و"يأزموك" كما "أزموا" سلفك، ويضعونك في مواجهة خاسرة مع الشعب، فحدّث الشعب بشفافية وبحكمة تصل الى عقولهم وقلوبهم ولا ترى منهم إلا كل ود ودعم وإحترام، وهنا لا أحدثك عن نخب سياسية سواء من المعارضة أو غيرها، بل أحدثك عن الشعب الطيب في مدن وبوادي وقرى الأردن وأريافه، وهم الذين لا يتعاطون مع السياسة إلا إذا شعروا بأن من أؤتمن على ارزاقهم بدأ يتنكر لمسؤوليته في خدمتهم وأصبح "يزدريهم"، عندها، وعندها فقط، يصبحون سياسيين من الطراز الرفيع، ويصبح الشارع مكان تنفيسهم.
الرئيس المكلف، اللحظة الآن حاسمة وحساسة ويبدو أنها ستكون محطة تغيير بإرادة الشعوب لكل الأعراف والمفاهيم لا سيما في السلطة وفي العلاقة بين المسؤول والمواطن، وعليه، لا بد من قراءة ما يجري بشكل جيد، بل وممتاز، وبذكاء، فإذا ما إستطعت إلتقاط اللحظة، فإنك ستنجح ولا بد، والأهم أن تعلم أنه وبسبب حساسية هذه اللحظة وما يجيش في صدور الناس من مشاعر ليس أقلها الشعور بالكبرياء وبالفخر للإنتماء لأمة قالت "لا" وغيّرت، فإنك تحت عيون الناس التي بدأت ترقب كل شيئ، وتلتقط كل شيئ، وتقول كل شيئ، وتعي تماما أنها تعيش في عصر الإتصالات التي حولت البلاد الشاسعة الى بعقة صغيرة لا تتعدى في وسعها شاشة تلفاز أو جهاز كمبيوتر وإنترنت، أو حتى شاشة هاتف متنقل.
Nashat2000@hotmail.com