في العادة لا أقرأ كل ما تكتب ولا أتابع.. ولكن من خلال متابعتي للاوضاع في مدينة السويداء ظهرت لي عناوين تحت عنوان تحذير الى الدولة السورية ومقال سابق للكاتب عبدالباري عطوان تحت عنوان ضربتان قويتان للاشقاء الدروز..

ومن باب حق الرد على ما كتبت فإنني اقول كم كانت دهشتي واستغرابي من حجم الانتقاد الذي ظهر واضحاً في سطور ما كتب حيث انك قد تعمدت الفصل بين الدروز والعرب فيما يعرف بقانون يهودية الدولة، وسؤالي لماذا لم تقل ضربة موجعة للعرب في دولة الاحتلال، ولماذا فصلت الدروز عن العرب الحاملين للجنسية الاسرائيلة وهم بأضعاف عدد الدروز، ولماذا لم تذكر ان اعضاء الكنيست هم من العرب، ولماذا تركز على اقحام الدروز ولا تتحدث عن الالاف من العرب المجنسين، ولماذا هذه الخلطة العجيبة التي تظهرك عدوا لنا والتي تمنح بموجبها الاعذار لمن تريد وتوجه الادانة لمن تريد، ولماذا لم تتحدث عن لجنة المبادرة الدرزية التي ترفض الخدمة الاجبارية في قوات الاحتلال، ولماذا تساهم في احداث ذلك وزرع الفرقة بين ابناء الامة؟؟!!، وكذلك ادهشني ما كتبت عن الدروز في السويداء لتأكيد انك تستهدف الدروز اينما كانوا والاتهام الصريح لهم بالعمالة للمحتل والنعت عليهم بانهم يشكلون سياجا لحماية الصهاينة ووصفهم بابشع الصفات التي لا تليق بتاريخ الدروز ومكانتهم ..

واقول لك، كيف يخون الدروز وقد قدموا لعروبتهم اكثر من ثلاثة الاف شهيد وقادوا ثورة من اجل الاستقلال والحرية والكرامة ضد الاستعمار؟.

كيف تطلب وانت من يدعي الحرص على امته الى التصدي لعرب احرار والتحريض للنيل منهم وتطلب البطش بهم بنيران الايراني والروسي؟.

هل تدرك ايها الكاتب القديم خطورة ما كتبت، وهل تدرك من هم بني معروف واحفاد سلطان باشا الاطرش الذي شكل كتيبة درزية للدفاع عن القدس في عام ١٩٤٨ ؟، وهو من رفض اقامة دولة درزية بعد الاستقلال وهو من قال الدين لله والوطن للجميع وهو من قاد حرباً طاحنة اكراماً لضيفه الذي تعرض للاهانة وهو من قهر الاستعمار من اجل الكرامة العربية وهو من رفض اي منصب ورفض الاموال والذهب لان ثورته ترتبط بالشرف والشرف ليس للبيع ..

اذاً كيف تجرأت لتنعت الدروز بالجماعات الباحثين عن الانفصال ؟!..

المنطق ايها الكاتب ان تدعو الى السلم وتحقيق مطالب الشعوب وبحث اوجاعهم وهمومهم وليس الدعوة الى تصفيتهم قبل فوات الاوان ..

وعليك ألا تنسى ان من وصفتهم بالجماعات الانفصالية يطلق عليهم بني معروف الذي قال فيهم المجاهد الشيخ حديثة الخريشة احد ابرز زعامات الاردن :

العز عز الله والي الانفاس … والعز الاخر لابسين العمايم
عزك بني معروف عالخيل جلاس …. وبمقابل الجمعين كلهم لزايم
اسلام يعطوا الحق اصفى من الكاس… والحق عندهم يسندوه بدعايم
يا الله يا والياً كل الانفاس … تكف عنهم شر عايب وظالم

وقول أمير الشعراء احمد شوقي :
دم الثوار تعرفه فرنسا …. وتعلم انه نور وحقُ
وما كان الدروز قبيل شر …. وان اخذوا بما لم يستحقوا
ولكن ذادةُ وَقُرةُ ضيفٍ …. كينبوع الصفا خشنوا وَرَقوا

وقول سلطان باشا الاطرش :
ان الحق منتصر والشرف بالحفاظ على الخلق .

وقول كمال جنبلاط :
اذا خير احدكم بين حزبه وضميره عليه ان يترك حزبه ويتبع ضميره .

اذاً ماذا ستقول لمن تدعي صداقته الى شاعر المقاومة الدرزي سميح القاسم والى عميد الاسرى الدرزي سمير القنطار، وما هو تبريرك عندما تدرك في القريب ان السويداء لم تسعَ يوماً الى الانفصال، بل كانت وما زالت واحة للكرامة وحب الوطن ؟!..

وللتاريخ اقول لا يختلف قلمك بما كتبت عن بندقية الظالم فكلاهما ادوات بطش ان حادوا عن ادبيات الحق وكرامة الانسان، فهل يرتبط قلمك مع بندقية من دعوتهم للحسم قبل فوات الاوان؟ .

النائب السابق
المحامي فيصل الاعور