الاعلان الاقوى للسفارة الاردنية في القاهرة
د.عبدالفتاح طوقان
02-02-2011 01:01 AM
المظاهرات لاسقاط نظام مبارك التى عمت جمهورية مصر العربية في مدنها التسع عشر و
التى ادت الى تعليق الدراسة و اغلاق الطرق و منع السيارات من الحركة و فرض حظر
تجوال ، و تقلبات سياسية شهدتها المحافظات المصرية بجموع الفية كانت سمة السياق
المتصل للحالة المصرية .
لم تنتظر السفارة الاردنية في القاهرة بلاغات المواطنين الاردنيين المقييمن او
الزائرين او الدارسين و قامت بمسح كامل قدر امكاناتها و خاصة لمن هم مسجلون في
السفارة الاردنية و من تعرف عنهم ووضعت هواتف خاصة على شاشات العربية و الجزيرة و
القنوات الفضائية المصرية خدمة للاردنيين ، و اتصلت عبر سلسلة من الحلقات و المعارف
مع الاردنيين لاخذ الحيطة و الحذر و الابتعاد عن الاماكن الخطرة و امضي السفير
الاردني الدكتور هاني الملقي و اجهزة السفارة و بعثتها الدبلوماسية في مطار القاهرة
ايام و ليال رغم قرار "حظر التجوال " و ذلك لمتابعة سفر الاردنيون و تأمين رحيلهم
الامن الى عمان .
كانت الاتصالات مستمرة بين السفارة والديوان الملكي و الحكومة المصرية و القوات
المسلحة المصرية لتأمين وصول الاردنييون الى المطارعبر هواتف ارضية و اجهزة متطورة
للاتصال ، و تم ذلك بزيارة الى اجهزة الامن المصرية بسبب انقطاع الاتصالات الخلوية
وتم تأمين نقل الطلاب و السائحين و رجال الاعمال الاردنيين المتواجدين في مصر
ووقايتهم مما يحدث من هرج و مرج في مدن مصر بترتيب مع القوات المسلحة المصرية، و
كان تنسيقا مستمرا بمختلف الاماكن و تحديدا في القاهرة و الاسكندرية و شرم الشيخ و
غيرها . و كان السفير الاردني يتصل مع المواطنيين الاردنيين بنفسه و يطمئن عليهم و
يتسائل احيانا : لماذا لم تتصلوا مع السفارة او معي ؟ ماذا تريديون و كيف يمكن ان
نساعدكم ؟. كانت تلك سمة كل اعضاء البعثة الدبلوماسية و على مدار اربع عشرين ساعة
لمدة ثمان ايام لم تتوقف حتى كتابة هذا المقال و ستبقى مستمرة حتى انتهاء ازمة مصر
و تأمين كل الاردنيين هناك.
و قامت الملكية الاردنية بنقل اكثر من 3000 راكب اردني بسرعة متناهية ضمن خطة
اخلاء متميزة و تم الوصول بمساعدة الامن المصري الى بعض المناطق المغلقة لتأمين
وصول الاردنيين الى المطار و عودتهم سالمين الى المملكة الاردنية الهاشمية و حسب
التوجيهات الملكية الصادرة عن الملك عبد الله الثاني حفظه الله للحفاظ على ابناء
الاردن سالمين و عودتهم الى عمان و العقبة .
ما حدث في مصر اوضح ان مصر غير جاهزة للازمات ، و ليس لديها اختيارات بديلة في حال
المظاهرات و انها غير قادرة لوقاية الشعب ذو الاربع و الثمانين مليون نسمة في مقابل
ما يقرب من نصف مليون منتسب للقوات المسلحة انتشروا في شوارع مصر بدباتهم و
مدرعاتهم.
ان ماحدث من قبل جهاز السفارة الاردنية و التواجد المستمر للسفير و المساعدين في
مطار القاهرة يدل على وقوف المملكة الاردنية الهاشمية مع الشعب الاردني ، و يدل على
الجاهزية لدى طيران الملكية الاردنية و قدرة مديرها حسين الدباس و اجهزتها الملاحية
التعامل الفوري مع الازمة ، و هو شيئا ليس بجديد على الاردن القادر على التنفيذ في
وقت محدد و اخلاء امن نفذ بالتعاون مع الاجهزة الامنية في مصر على اعلى طاقة من
المسؤولية رغم اغلاق المطارات و حظر التجوال و غياب ادارة المرور و التجمعات
الكبيرة و حالات السلب و النهب و هروب اكثر من عشرة الف سجين من السجون المصرية في
ظل العزل الكامل لمصر من الانترنت و الهواتف.
عبرت السفارة الاردنية عن حالة من التواصل و العمل الجماعي المنظم في مختلف المناطق
و الدوائر قدر امكاناتها و خطوط الهاتف الارضية و الزيارات الشخصية من الهيئة
الدبلوماسية في سفارة الاردن بالقاهرة.
ان ما حدث هو تطور في فكر وزارة الخارجية الاردنية ،وهو الاعلان الاقوى للالتحام
الحكومي مع الشعب في وقت الازمات ، و ساعد على نجاح الفكر وجود مطبخ تنظيمي على
درجة عالية من المسؤولية قدمها السفير الاردني و مدير شركة الطيران الاردنية و بعض
الشخصيات العامة الاردنية المتواجدة في مصر و على صلة بالسفارة و التجمعات الاردنية
في مصر.
البضاعة السياسية الجيدة تتحدث عن نفسها و تجعل المواطن يتحدث عنها لاهله و معارفه
و اصدقائه ، و تلك القوة الاردنية التى ركزت خلال الايام الماضية في مصر عبر
سفارتها المشجعة تعبر عن المقدرة الاردنية و التى نفتخر بها ، وتأتي ثقة الشعب
بالسفارة الاردنية في القاهرة دليلا هو الاقوى اعلانا و دعاية ذو قيمة عالية للقدرة
على التعامل مع الازمات و اتخاذ القرار من قبل السفارة و السفير.
شكرا للسفير واعضاء البعثة الدبلوماسية و الملكية الاردنية .
aftoukan@hotmail.com
Dr.Engineer Abdelfattah Toukan