في رأي خبراء التخطيط التنموي، وبخاصة التنمية البشرية، أن الترابط ما بين الأخيرة، التنمية البشرية والتربية ترابطاً وثيقاً وعلاقة طردية إيجابيا، فكلما تحسنت نوعية التعليم ومخرجاته جاءت نتائجه ومردوده على التنمية البشرية بشكل أفضل، وكلاهما، التربية والتنمية البشرية، معنيان بالإنسان، هدفاً ووسيلة، وهما من الأمور الأساسية لنهضة المجتمعات.
إن ترابط محورَيْ التربية والتنمية يؤدي إلى إحداث نقلة نوعية في الموارد البشرية، فهي الثروة التي لا تنضب للأمم، فجاء الاهتمام بالتعليم ودوره في إغناء تلك الموارد وجودتها، تكوينا وتطويراً للمهارات وتحفيزاً للإمكانيات الفردية وتعزيزاً لطاقاتها المتجددة، ويهدف ذلك كله إلى تحسين مستوى الحياة، الفردية والمجتمعية، ومتطلباتها؛ كما يهدف إلى استثمارها في الإنتاج.
ولأجْل ذلك، تركز النظم التربوية على توفير التعليم الجيد لتكوين شخصية المتعلم وفق منظومة متكاملة في مختلف جوانب بناء الشخصية، روحياً وفكرياً وعلميا وثقافياً واجتماعياً من جهة، واكسابها المهارات والقابلية للتكيّف مع المتغيرات المهنية من جهة أخرى.
كما أن نجاح التربية أو التعليم يمثل بمخرجات مميزة تسهم في إغناء الموارد البشرية وتنمية رأس المال البشري، الذي يمتلك المهارات والقدرات والإمكانيات لإنجاز العمل، إتقانا وجودة، وقد قيل إن السباق بين الأمم يجري في ميدان التعليم، جودة وتميزاَ وإبداعاً.
واذا كانت التنمية البشرية تُقاس بمعايير ديموقراطية، ونوعية حزمة الخدمات الاجتماعية، والتي تشمل التعليم والرعاية الصحية والاجتماعية؛ وفرص العمل لمعالجة البطالة، وبرامج التدريب لتأهيل الموارد البشرية، فأن التربية هي المحرّك الرئيسي لتعزيز معايير التنمية البشرية مترابطة، ذلك إن غايتهما هو الإنسان، وأداتهما هو الإنسان وهذا يتطلب جودة في التعليم، وإبداعاً في عملياته، وابتكاراً في أساليبه، وتنافساً لدى مخرجاته على مستوى عالمي.