طوى الموت يوم الخميس 7 أيلول 2023 علما من أعلام التربية والتعليم، وسار على درب من سبقوه من شهداء التربية والتعليم ..
لقد عرفت فقيد الوطن والتربية والعلم الكبير منذ ثلاثين عاما، وضاعفت الأيام اعجابي به واجلالي له، كان كريم النفس طاهر القلب وكان يتحلى بالتواضع والذوق وسعة الصدر والحلم مع من يتعامل معه، فحاز على تقدير واحترام من عرفه أو التقى به..
لقد حمل الأستاذ ذهني مصباح التربية والعلم والمعرفة، مضيئا لأكثر من خمسين عاما، وتركه مضيئا، وأعطى التربية والتعليم عصارة فكره، ووفائه واخلاصه، فأصبح وكيلا لأكثر الوزارات التصاقا بحياة المواطنين ومستقبل البلاد, وكان وجوده مبعث راحة وطمأنينة لأسرة التربية والتعليم الكبيرة، ولهذا سوف يبقى في وجدان زملائه وطلابه ومحبيه، القدوة الصالحة والرمز النبيل، وحجز مكانه العالي بين النخبة المتميزة من رجالات التربية الأبرار، الذي على المواطن والوطن ان يتذكرهم، ويحتفي بهم ويعزز مكانتهم مع توالي السنين ..
لقد ترك المرحوم عند الكثيرين من طلابه ومحبيه ذكريات لاتنسى، بعد ان أعطى من نفسه النموذج للمربي الحازم والحكيم، المحب لمهنته، المدرك لأخطارها ،والقادر على العطاء فيها، بأروع مايكون العطاء .. وبعد تقاعده بسنوات وجدت ان حماسه واخلاصه لهذه المهنة لم يتغير، ولكن مع مسحة من الحزن والقلق على طوفان الخريجين، دون إعداد مناسب لمواجهة المستقبل والقدرة على تحمل مسؤولياته الجسام ..
كان المرحوم شديد الحرص على البر بأرحامه والتواصل الدائم معهم والحدب على أولاد إخوانه ورعايتهم ومتابعة تحصيلهم العلمي وتوجيههم، فالوفاء دائما ، يثمر الوفاء ..
لقد مضى الأستاذ والعم ذهني رأفت إلى رحاب الله، بعد صراع مع المرض، وكانت شريكة حياته، نعم المعين له خلال فترة مرضه، والتخفيف من متاعبه في صبر ورضا كبير ..
رحمه الله رحمة واسعة وغفر له واسكنه فسيح جنانه، وألهم زوجته المربية الجليلة نوال شقم، وآله وذويه الكرام، صبر المؤمنين وأجر الصابرين ..