ربع قرن (25) سنة وحكوماتنا تبيعنا خططا وبرامج اقتصادية ومؤتمرات ولجانا وخبراء رايحين وخبراء جايين ونحن في انتظار الانتعاش والأمل الذي كان حلما فأصبح كابوسا.
قبل ربع قرن كانت رواندا الدولة الأفريقية (13 مليون نسمة) غارقة في حرب أهلية قبلية خلفت مليون قتيل حتى قيض الله لها حكومة جمعت الشمل وشمر رجالها عن سواعد العمل والعقل فإذا هي تتقدم جميع الدول الأفريقية بما فيها النفطية منها، والدين الخارجي 4 مليار دولار ولم يتجاوز 40% من الناتج المحلي.
قبل ربع قرن كانت الدولة الاسيوية الأسوأ والأفقر بنغلاديش غارقة في النفايات والأمراض والظلام والجهل والامية والفساد فتسلمت السلطة حكومة قطعت أصابع الفساد ووضعت خطتها العملية الشاملة ابتداء من النهوض بالتعليم وتأسيس بنك الفقراء (قروض بدون فوائد للمشاريع الصغيرة) فإذا هي الاقتصاد الأسرع نموا في العالم 7% في العام 2022 وثاني أكبر دولة مصدرة للملابس في العالم فيتضاعف دخل الفرد عشر مرات خلال 25 عاما والدين الخارجي لم يتجاوز نسبة 40% من الناتج المحلي ونسبة البطالة لم تتجاوز 10% من اليد العاملة.
ربع قرن وما زلنا نغني (برجاس يا قاضي الهوى برجاس، حنا قلال وكايدين الناس).
لا احنا مش كايدين الناس، احنا الناس بشفقوا علينا وبساعدونا.
احنا هربنا كل الكفاءات للعمل خارج البلد فنهضت دول بكفاءات ابنائنا.
احنا حكوماتنا قهرتنا بالفشل وكثرة الحكي والوعود والخطط وقلة الفعل، وارتفاع الدين حتى جاوز 100% من الناتج الوطني (يعني كل أردني صغير كبير لازم نشتغل سخرة سنة كاملة لسداد الدين).
مؤتمر عام على التحديث، 99،9% من الشعب لم يلتفتوا اليه ولا يعنيهم، ولو نطق البحر الميت لحدثنا بغضب عن كم المؤتمرات وسراب التوصيات.
لا تقولوا انني اجلد ذاتي ولا أرى سوى النصف الفارغ من الكوب لانني سأقول لكم تابعوا ما قاله الوزير الأسبق الدكتور يوسف منصور عن مؤتمر عام على التحديث ونهج الحكومات الاردنية.