facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




إسرائيل وسياسة "الجدران العازلة"


د.حسام العتوم
09-09-2023 08:20 AM

قضيتنا نحن العرب مع ( إسرائيل ) الإحتلالية و الإستيطانية و العدوانية طويلة و شائكة و أيدولوجية ، والسبب يكمن في تشابك الملف الإسرائيلي مع الصهيونية العالمية ، و تحديدا مع مؤسسة ( الأيباك ) المؤسسة عام 1953 في عهد الرئيس الأمريكي دوايت أيزنهاور ، و سميت لاحقا باللجنة الإسرائيلية الأمريكية للشؤون العامة ، وحق العرب في فلسطين تاريخي يفوق تفسيرات ( إسرائيل ) عبر توراتهم ، و العرب الكنعانيين – الغساسنة تواجدوا هنا منذ قبل التاريخ ( 2500 ) عام و أكثر ، بينما عبر اليهود المنطقة من سيناء إلى فلسطين 80 عاما ، و الأهم هنا هو أن الصهيونية نجحت في الألتفاف على عصبة الأمم المتحدة و قسموا فلسطين وفقا للقرار 181 إلى دولتين عبرية و عربية.

لكن العرب عام 1947 رفضوا قرار التقسيم بحكم أنه لا يجوز تقسيم فلسطين العربية بسبب قدسيتها ، وفي عام 1948 سيطرت ( إسرائيل ) بقوة السلاح على 80 % من أرض فلسطين ، وبعد محاولة القوميين العرب في مصر و سوريا تحرير فلسطين التاريخية ، و زجوا الأردن و العراق في اللحظات الأخيرة ، توسعت شبكة الخسارة القومية لتشمل أراضي عربية متجاورة إلى جانب فلسطين 1967 ، مثل ( الجولان – الهضبة العربية السورية التي لازالت تحت الاحتلال ، و سيناء التي حررتها إتفاقية كامب – ديفيد 1978/ 1979 ، و رحلة الرئيس أنور السادات الإنفرادية إلى ( إسرائيل ) و التي إنتقدت قوميا و إسلاميا وقتها وحتى الساعة ، و مزارع و تلال شبعا اللبنانية الباقية أيضا تحت الاحتلال بسبب خلافات إسرائيلية مع حزب الله ، و خرجت ( إسرائيل ) من غزة عام 2005 في عهد - أريل شارون - زعيم حزب ( البيت اليهودي )، ومن الباقورة و الغمر الأردنيتين عام 2019 ، بعد إصرار جلالة الملك عبدالله الثاني على تحريرهما من وسط إتفاقية السلام الموقعة عام 1994 .

وقرار ( 242 ) التابع للأمم المتحدة صنعه الأردن ، وهو الذي طالب ( إسرائيل ) بالعودة إلى حدود الرابع من حزيران لعام 1967 ، بمعنى القبول بحل الدولتين ، فلسطينية دولة عاصمتها القدس الشرقية كاملة السيادة ، و التمسك بحق العودة أولا و التعويض ثانيا ، وإسرائيلية وفقا لقرار الأمم المتحدة رقم 48 و امتثالا للقرار رقم 1946 ، لكن ( إسرائيل ) التفت من جديد و بقوة الصهيونية العالمية على القرار 242 ، وماطلت في الخروج من أراضي العرب المحتلة عام 1967 ، وكما ذكرت هنا خرجت من سيناء عام 1979 ، ومن غزة عام 2005 ، و راوغت في خروجها من فلسطين لعام 1967 ، ومن الجولان ، ومن مزارع و تلال شبعا ، وحساباتها الاستراتيجية تصب و صبت دائما في قلب مصالحها الأمنية بالدرجة الأولى ، و تعتبر ( إسرائيل ) في حق العودة للشعب الفلسطيني المناضل مشكلة حققية لها توازي تخوفها من محاولة ايران صنع قنبلة نووية رغم الرقابة الدولية الدائمة .

الجدار العازل سياسة أمنية إسرائيلية متكررة ، نفذتها في سيناء و غزة و جنوب لبنان ، و الان تخطط لذلك قرب الحدود الأردنية من جهة منطقة المغطس ، و الأصل ألا تخاف ( إسرائيل ) من العرب بقدر خوف العرب من المحتل الأستيطاني الإسرائيلي ، و السلام الإسرائيلي – العربي، و بالعكس من أهم ركائزه الثقة المتبادلة إن تحققت و لا تطبيع مبكر مقبول قبل عودة الحق العربي كاملا ، و ( إسرائيل ) مطالبة اليوم قبل غد من الخروج فعلا لا قولا فقط من أراضي العرب المحتلة ، و بتجميد الاستيطان ، و كلها مطالبات مشروعة وفقا للشرعية الدولية و ليست مجرد هواجس و عصف ذهني ، و شخصيا استقبلت بإشمئزاز رؤية الجندي الإسرائيلي غرب نهر الأردن في منطقة المغطس يحمل سلاحه في زمن السلام ، و ما أخذ بالقوة لا يعبر عن عدالة تاريخية ، و شعار القوميين العرب " ما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة " مؤجل الان ، و لم يعد يعبر عن حقيقة للأسف ، و السلام الإسرائيلي – العربي يتوسع كما نلاحظ ( مصر ، الأردن ، الإمارات ، البحرين ، المغرب ) ، و توجه عربي لربط السلام العربي – الإسرائيلي بالقرار 242 ، بالرابع من حزيران لعام 1967 ، و بإقامة دولة فلسطين و عاصمها " القدس الشرقية " على أن تكون كاملة السيادة ، و دراسة حق العودة و التعويض .

الجامعة العربية عليها أن تتصدر مشهد القضية الفلسطينية العادلة ، و قضايا العرب الاحتلالية الأخرى ، حتى يصبح جهد التحرير جماعي لا فرعي ، و لكي تظهر الجامعة قوية قادرة على إبراز صورة العرب الحقيقية ، و دعوة العرب لتوحيد صفوفهم واجب هام للجامعة العربية ، وهنا لا يسعني إلا أن أشيد بالمملكة العربية السعودية و بتصريحاتها القوية الواضحة من وسط قمة العرب الأخيرة في الرياض 2023 عبر صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بشأن عدالة القضية الفلسطينية و ربط أركانها بالسلام مع ( إسرائيل ) ، و صيحة ملك العرب و شريفهم الحسين بن علي من خلال ثورته العربية الهاشمية عام 1916 لازالت تصدح ، و تشكل عنوانا رئيسا لمشهد وحدة العرب المنشودة ، و شعارها ( الوحدة ، و الحرية ، و الحياة الفضلى ) لازال ماثلا ، ومن الممكن إستثماره بقوة في مجال وحدة العرب المنشودة و الضرورية على كافة المستويات ( السياسية ، و الاقتصادية ، و الثقافية و العسكرية ، و اللوجستية ) .

تستطيع ( إسرائيل ) أن تحول ذاتها إلى قلعة على حدود عام 1948 وفقا للشرعية الدولية ، رغم أن الراديكالية العربية ستعارض هكذا توجه على إعتبار أن فلسطين لديهم هي من النهر حتى البحر ، وهي حقيقة لكنها مرة ، و لا تستطيع ( إسرائيل ) أن تمد قلعتها لتشمل حدود عام 1967 ، لأن الشرعية الدولية ذاتها عارضت إحتلالها للأراضي العربية في حرب الأيام الستة عام 67 ، و لن تتمكن ( إسرائيل ) أن تواصل قفزها و الولايات المتحدة الامريكية فوق القانون الدولي ، واتهام روسيا الاتحادية بإختراق لقانون الدولي في قضية ما يسمى شيوعا بالحرب الأوكرانية ، و التي هي في واقع الحال ( عملية عسكرية روسية خاصة دفاعية ، إستباقية ، تحريرية مع ( كييف ) و حلف ( الناتو ) بالوكالة ، شكلت مظلمة حقيقية لروسيا و مؤامرة كبرى عليها عبر قلب الحقائق و نشر الفوبيا الروسية المبرمجه ، و الدفع بالسلاح و المال الأسود الوفيرين و بحجم وصل إلى 200 مليار دولار ، بدلا من وساطة الغرب الأمريكي لحل الأزمة الدموية العالقة بالطرق السلمية وعبر المؤسسات القانونية الدولية الكبيرة مثل ( الأمم المتحدة ،و مجلس الأمن ، و المحكمة الدولية ) ، و الملاحظ أنها أخترقت أيضا أمريكيا ومن قبل الصهيونية العالمية ، و سيادة أوكرانيا بالمناسبة لها تفسير روسي خاص بعد إنهيار الاتحاد السوفيتي عام 1991 ، فهي ، أي روسيا لم تقبل توجيه أوكرانيا لتصبح ساحة خلفية ( للناتو) ، و موقع أوكرانيا إستراتيجي لروسيا تماما كما كانت أفغانستان كذلك للاتحاد السوفيتي بقيادة روسيا عام 1979، و التاريخ العميق و المعاصر لا يفهمه الغرب و يؤكد تاريخيا على أحقية روسيا في ( القرم ، و الدونباس ، و حتى - في كييف ).

و للحديث الجدلي هذا بقية ..





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :