الأقصى لم يعد يحتمل الشجب والتنديد
نجاح المطارنه
08-09-2023 09:26 AM
ما شاهدناه مؤخرا وعلى شاشات التلفزة، ما تعرض له المسجد الاقصى من انتهاكات واعتداءات بربرية وعلى ايدي قطعان المتطرفين الصهاينة، اخوة الشياطين، والحماية الحصينة تظللهم من قبل قوات الاحتلال، تدفعهم لممارسة عربدتهم وانتهاكاتهم، لمنع المصلين من اداء صلاتهم في حرم المسجد الاقصى. كلها مؤشرات آثمة ومقصودة، تسعى إسرائيل، وحكومة نتنياهو المتعجرفة، لازالة معالم الاقصى وارثه الاسلامي والتاريخي، ليتسنى لهم بناء الهيكل المزعوم وطمس الهوية العربية والاسلامية عنه وعن مدينة القدس المقدسة بشقيها ، ليتم لهم تهويدها قسرا غير آبهين، وبكل ازدراء، واستهتار بكل المواثيق الدولية والقانون الدولي، وارادة المجتمع الدولي.
هذه الغطرسة الآثمة والتي استأصلت جذروها في اعماق الحقد الصهيوني، مكنته من التمادي المتواصل والمستمر في اعمال الحفر تحت ارضية الاقصى، واقامة الانفاق المتشعبة والمترامية في كل الاتجاهات حتى وصلت تحت ارضية عشرات البيوت في القدس. كلها سببت احداث التصدعات الكبيرة في محيط الاقصى، والتشققات الواضحة للعيان في بيوت المقدسيين القريبة من المسجد المبارك.
هذه الكارثة العبثية، والمأساوية التي يمارسها المحتل في القدس والمسجد الاقصى، وتجاهله التام لكل مبادرات السلام التي جاءت بها الدول العربية والاجنبية، لها دلالات واضحة من قبل اسرائيل، بانها عازمة على تهويد القدس ارض الإسراء والمعراج ، وبناء الهيكل المزعوم، وفرض واقع جديد، يشير الى امتلاكها المؤكد لهذه المدينة المقدسة، وذلك ببث اكاذيبها واضاليلها واساطيرها التلموذية المشوهة والزائفة بانها صاحبة الحق الشرعي للارض والمكان، وان فلسطين هي ارض الميعاد (ارض الاباء والاجداد).
لذا، نرى كل يوم إسرائيل، وعلى ايدي المتطرفين، تنتهك التراث والمقدسات وتواصل في غيها، وتتطاول في تدنيس مقدساتنا، واكثرها التصاقا وخصوصية بنا عربا (مسلمين ومسيحيين) ومع الالم والاسى لا نجد من يبدي اهتماما او أي بادرة لردعهم وصدهم.
فالى متى هذا الهوان وهذا الصمت؟؟ عدونا استهان بنا عربا ومسلمين بما فيه الكفاية، واستخف بعقولنا، وارادتنا، واقتنص الفرص من خلال تخاذلنا وتقاعسنا، وانتهك تاريخنا ومقدساتنا، وقام بتعطيل كل الفرص المتاحة لاقامة الدولة الفلسطينية المنشودة، وفقا لارادة المجتمع الدولي، وقرارات اللجنة الرباعية، وحقق كل ما يريد.
على جميع الدول العربية تفعيل دورها الحقيقي، باتخاذ اجراءات رادعة ضد العربدة الصهيونية، ومطالبة أحرار العالم بان يتخذوا موقفا حازما وجادا لما يحدث ويجري على ارض المقدسات التي تربط العالمين العربي والاسلامي باواصر دينية قوية ومتينة، تحثهم على المحافظة عليها والاستماتة من اجلها، والمطالبة بعقد مؤتمر قمة اسلامي وعربي، يخصص لنصرة القدس والاقصى وكل المقدسات الاسلامية والمسيحية على السواء