قبل 8 سنوات وقفت دبابة على جسر دجلة في بغداد... قطعت وشوشات النهرين فبكينا طويلا..
بكينا على الوجع البغدادي المعتق، على القصب النهري الآمن، بكينا على صوت الصحّاف الذي ظل يلف مسامعنا شهراً كاملاً كنشيد، على الجنود العراقيين الذين يحلمون بإجازة و بوطن، بكينا على رائحة الفوتيك الذي كنا نشمّه من شاشات الفضائيات والمدخّن بالبارود والكرامة والانتقام ..وأخيراً، بكينا عندما مرّت جنازير المدرعات فوق أحلامنا وأصواتنا، وجثث شعاراتنا..تاركة خلفها زيتاً محروقاً ودماً أسود..
***
كم نكبة وكم نكسة وكم نكشة وكم فقسة..عاشها هذا القلب العربي..الموجوع من الـ48.. فلسطين فلبنان فالعراق ففلسطين فالعراق ففلسطين فلبنان فالسودان فتونس فمصر...ترى كم قرص «مميّع» يحتاج هذا القلب ليبقى على قيد الأمل ..وكم «شبكية» يحتاج لينبض بالنصر من جديد؟؟
***
قبل يومين وقفت دبابة على جسر التحرير في القاهرة..لتوصل وشوشات النيل للثائرين...فصفقنا لها طويلاً..
سنصفق لهذا الوجع القاهري المعتّق، لميدان عبد المنعم رياض،سنصفق لصوت الشباب المصري الذي يلف مسامعنا كنشيد، وللجنود المناوبين الذين يحلمون بإجازة ووطن، سنصفق لرائحة الفوتيك الذي نشمه من شاشات الفضائيات والمدخن بالغازات المسيلة للدموع والكرامة ومصر، وأخيراً سنصفق لجنازير المدرعات التي سوف تفتح طريقاً لأحلامنا وأصواتنا وشعاراتنا، تاركة خلفها وطناً معشوقاً وياسمين أبيض..
فهذا القلب..لا يتّسع لخيبة جديدة...
ahmedalzoubi@hotmail.com
(الراي)