بعد سنتين من ولايته الأولى، وبعد الهزيمة التي ألحقها به الحزب الجمهوري في الانتخابات النصفية الأخيرة، قرر الرئيس الأميركي أوباما إجراء أوفرهول شامل للبطانة المحيطة به في البيت الأبيض، وجاء بمجموعة جديدة من الكفاءات لتحل محل الطقم السابق، فهو لا يريد لولايته الأولى أن تكون الأخيرة، ولأنه قرأ الخريطة السياسية المتحركة ووجد أن التغيير حاصل لا محالة، فلماذا لا يبدأ به بسرعة بدلاً من أن يتردد ويصبح من ضحاياه.
أوباما غيّر رئيس مجلس الأمن الوطني فذهب مدير وجاء مدير، وغيّر الفريق الاقتصادي فأخرج ثلاثة أحدهم من مدراء سيتي بنك سابقاً وجاء بثلاثة من ذوي الخبرة في الإدارة والشؤون المالية، وطعّم المجلس الاقتصادي الاستشاري بدم جديد. وفي مجال الإعلام جاء بمدراء جدد للاتصالات والعلاقات العامة، وهو على وشك تعيين بديل للناطق الصحفي، وفي المجال الإداري جاء برئيس جديد لجهاز البيت الأبيض واثنين من المستشارين. وبذلك لم يبق حول الرئيس من الصف الأول سوى نائبه جو بايدن، ومستشاره لشؤون الإرهاب الذي يبدو أنه قام بالواجب أو أن الإرهابيين لم يختبروه بعد.
بحث الصحفيون عن تلميحات أو إشارات تدل على التوجه الجديد، وما هو التغيير في السلوك الذي سيحدث على أثر التغيير في الأشخاص، فلاحظوا مثلاً أن بعض المستشارين الجدد كانوا قد عملوا مع الرئيس الأسبق كلينتون، مما قد يشير إلى الاتجاه نحو المركز بعد أن كان أوباما محسوباً على اليساريين والتقدميين، الذين فشلوا في الحصول على ثقة الشعب كما دلت نتائج الانتخابات النصفية.
قرارات الرئيس الأميركي وتوجهاته وخطاباته وشعاراته وكل تحركاته وسكناته يعدها الخبراء والإستراتيجيون المحيطون به، ويرسمون برنامجه كمرشح في الانتخابات الرئاسية القادمة.
كان شعار أوباما كمرشح للرئاسة هو (التغيير الذي نستطيع أن نثق به) ولكنه خلال سنتين في البيت الأبيض كان مجرد استمرار للإدارة التي سبقته، فلا تغيير يذكر، أما الجهات التي دعمته في الانتخابات بما في ذلك السود واليساريون والتقدميون فقد خيّب آمالهم.
الوقت ليس متأخراً لكي ينقذ أوباما رئاسته، ويسترد هيبته المفقودة وشعبيته المتهاوية. ومن حسن حظه أنه لم يطلب النجاح ممن أوصلوه إلى الفشل.
(الراي)