.. بتعيين اللواء عمر سليمان نائباً، والفريق أحمد شفيق رئيساً للوزراء، تكون قضية التوريث قد سقطت، ويكون الوارث على الحافة، فقد كان الجيش وراء النظام المصري منذ 23 يوليو 1952 إلى الآن.. بداية من رئاسة اللواء محمد نجيب، إلى البكباشي جمال عبدالناصر، إلى القائمقام أنور السادات .. وأخيراً الفريق الجوي حسني مبارك!!.
لم يكن الحكم حكم الحزب الوطني، وقبله حزب مصر وحزب الوطن، والاتحاد الاشتراكي .. وهيئة التحرير في أي وقت، وإنما كانت هذه الهياكل واجهة لديمقراطية شرقية قد تكون تجمعاً لقوى الشعب العامل، أو حزب الوسط، فيها انتخابات، ومجالس شعب، وصحافة وتعددية حزبية في حين أن الجيش كان يحكم. وقد نجح الرئيس مبارك في التعمية حتى نسينا بزته العسكرية التي رأيناها في حادث المنصة!!.
- ماذا يحدث الآن؟!
إلى أن يمكن أن تنتهي ثورة الفول بعد ثورة الياسمين التونسية؟!.
يحب الذين يأخذون الأمور بالرغائب أن تكون النسخة الأولى التونسية قابلة للاستنساخ في عدة امكنة من الوطن العربي, لكن صوتاً واحداً سمعناه من جنرال الجيش التونسي الذي بقي في الظل, ذكرنا بأن شعوبنا في خلفية قحف ذهنيتها تبحث عن الديكتاتور.. ففراغ الحكم يشجع أي قوة قابلة للسيطرة على الشارع أو الإذاعة أو الفضائية, في وضع البديل!!
.. مصر غير الثرية تخسر كل يوم مليارات, فيومي الثلاثاء والأربعاء خسرت في سوق الأسهم وحده 70 مليار جنيه, والعاملون بالمياومة وكان اسمهم «عمال التراحيل» يخسرون, والفلاحون يخسرون, والطلبة والسياحة, وهذا ليس مبرراً لقبول كل شيء, لكن فراغ الحكم لا ينتهي بالديمقراطية!!
(الراي)