الطالبة "بدور" تسأل: من اقل حظا من مدرستي ومن قريتي صمد؟
د.محمد البدور
05-09-2023 02:43 PM
الطفلة التي نراها في الصورة هي طالبة في الصف الثاني في مدرسة صمد الابتدائية تشق طريقها للعلم من بين الركام والصخور في ذهابها وعودتها لمدرستها التي تبعد اكثر من كيلو مترين عن بيت اهلها الرابض هنا بين بيوت مهجورة اصبحت بعرف الزمان اثار وكتب على قارمة هذه قرية صمد التراثية ٠
عندما رأيت هذه الطالبة ادركت المعنى الحقيقي الواقعي لمن هم الطلبة الاقل حظا واقل وفرة في ظروف الحياة وعيشهما الكريم ومع ذلك لم تعتبر مدرستها او قريتها اقل حظا لهذا العام مع المدارس التي صنفت للافادة من فرص الدراسة في الجامعات رغم مناشدة اهل صمد لرئيس الوزراء ووزير التربية والتعليم ٠
هذه الطالبة ذكرتني بطلبة مدارس الرفاه والعز والجاه والانترناشيونال والدولية والوردية والفضائية والفسيفسائية، وما اشاهده من مسميات كتبت على باصات تقل طلبة الى مدارسهم كل صباح ومساء تمر من امامي في شوارع عمان وغيرها من مدننا ٠
هذه الطفلة الطالبة سلكت طريق التحدي للصعاب لتصنع النجاح وتشق طريقها من بين الصخور نحو مستقبل عله يكون افضل لحياتها ٠
خالني السؤال، ترى هل هذه الطفلة لا تخاف وهي تمر وحيدة بين تلك البيوت المهجورة التي تروي حكايات من سكنوها وارتحلوا عنها ومنهم من ماتوا ودفنوا في مقبرة القرية التي لا تبعد سوى بعض الخطوات عن هذه الطفلة العائدة من مدرستها ؟!..
تذكرت ان موسم الشتاء قادم.. ترى كيف لهذه الطفلة ان تمضي رحلتها في طلب العلم، وهل عرفت بمقولة اطلب العلم ولو بالصين او من بين الركام وبيوت الطين ؟..
تحية مجد لك ايتها الطفلة الصمدية الماجدة وانت تترجمين بخطواتك البريئة الجريئة معنى الصمود في وجه متاعب الحياة ومشقة التعليم وانت ترفعين بحقيبتك راية العلم خفاقة من بين الركام والاطلال ٠