امريكا واسرائيل علاقه حب خاصة جدا
عودة عودة
05-09-2023 09:58 AM
منذ أكثر من سبعين عاما للاحتلال الإسرائيلي لفلسطين في حربي 1948 و1967 وحتى كتابتي هذه السطور.. هل يعلم المواطن الأميركي العادي بالإصابات للعشرات من الفلسطينيين بالاختناق خلال إطلاق قوات الاحتلال الإسرائيلي لقنابل الغاز المسيل للدموع عليهم وغيرها من الممارسات الاحتلالية، منها طرد الفلسطينيين من قراهم ومدنهم. و قمعها لمسيرات فلسطينية تندد باقامة بؤر استيطانية جديدة..
الباحث الأميركي آرون ميللر الذي شغل مناصب استشارية ل6 وزراء للخارجية الأميركية منذ 1978 وحتى 2003 رأى بأن: «الأمن القومي الأميركي يحتاج إلى البحث عن مصالحه الحقيقية اليوم قبل الغد في الشرق الأوسط التي تاهت في دروب الليل والتدليل للصديق الاستراتيجي (إسرائيل) فلم تمارس الولايات المتحدة ضد القسوة التي تليق بعلاقة يخشى منها طرف على مصالح طرف آخر.. أو بمعنى آخر «علاقة الحب» التي يقسو فيها المحب على الحبيب أحيانا..
ويعلن ميللر في كتابه: «الأرض الأكثر وعدا» لقد تبنى كثير من المسؤولين الأميركيين للمواقف الإسرائيلية مؤكدين أنهم في «خانة محامي إسرائيل» دون أن يدركوا أن المصلحة الخاصة التي تربط بين الولايات المتحدة وإسرائيل يمكن أن تستمر في الاتجاه الصحيح وليس لممارسة التعنت ضد طرف لحساب آخر..
ويدعو ميللر قيادة بلاده: «إلى ممارسة قدر من الشدة الحاسمة» مع مختلف أطراف الصراع عندما يكون الأمر بحاجة إلى الحسم والسعي لكسب مصداقية من طرفي التفاوض عند مفترق الطرق وأن يخدم المصلحة الأميركية.. والجدية في التعامل مع عنصر الزمن وتحديد أطر زمنية واضحة لإنجاز الهدف سلفا..
ويمضي ميللر فيصف العلاقة الأميركية بإسرائيل فيقول: «إن اسرائيل حصلت على 4 وعود في أرض فلسطين.. الأول الوعد التوراتي ووعد بلفور والأمم المتحدة بقرار التقسيم والوعد الرابع من الولايات المتحدة الأميركية»...
وزاد ميللر «أعرف أنه لا يمكنك أن تكون ناجحا ما لم تكن تحمل وجهات إيجابية عن إسرائيل».. لكنه أكد أيضا: «أن الولايات المتحدة ما زالت قادرة على صياغة لغة سياسية جديدة لدورها كوسيط بين الفلسطينيين والإسرائيليين ليس من موقع الحياد ولكن من نفس الموقف الراهن الذي يشدد على العلاقة الخاصة بين واشنطن وتل أبيب وذلك باستغلال «العلاقة الخاصة» في الضغط الذي يصل إلى مرحلة القسوة لدفع إسرائيل إلى مسارات جديدة..
ويتساءل ميللر: «إن التاريخ التليد للديار المقدسة (يعني فلسطين) يقف حجر عثرة أمام دور أميركي حقيقي في التسوية.. فمن يجرؤ على تقسيم القدس التي حملت كل نبوءات الأديان السماوية بين جدرانها وشوارعها؟.. لا يمكن للأميركيين التعامل مع القدس كشطيرة لحم يمكن تقسيمها بيسر»..!