عمون - أجرى الوزير الأسبق الدكتور صبري اربيحات عملية استئصال للمرارة .
وكتب اربيحات عبر صفحته بالفيسبوك يقول: بلا مرارة.. هذه الليلة الأولى التي سأمضيها بلا مرارة. والمقصود المرارة بمعناهاالحرفي وليس المجازي . حصل ذلك بعد ان اجتاحتني آلام في الجانب الأيمن من البطن حالت بيني وبين النوم وجعلتني ادرك اهمية الصراخ المعبر عن المعاناة والعجز عن محاصرة الاوجاع التي استولت على كياني..
مع بدايات شروق الشمس اذعنت الى طلب رفيقة الدرب التي اصرت على الذهاب بي الى احد المستشفيات الكبرى في عمان ليقفوا على وضعي الصحي ويضعون حدا للألم الذي يزداد ضراوة مع مرور الوقت خصوصا وأننا قد دخلنا في سباق التخمين والتطمين..
في المركز العربي تمددت على أول سرير طواري واجهنا وانتظرت نسرين التي شرعت باستكمال اجراءات القبول ودعوة الكادر الطبي لالقاء نظرة على المؤشرات الحيوية واخذ العينات لإجراء الفحوصات المخبرية وتهيئتي لتخطيط القلب والصور الإشعاعية التي كشفت عن ان المعاناة والألم كانا بسبب المرارة...
المرارة حاضرة في ادبياتنا وحياتنا واستعاراتنا واجسادنا لكنني لم اكن مهيا الى ان اتنازل عن مرارتي التي المتني حد الصراخ واخافتني حد التفكير فيما وراء تدهور اداءها..
من غير تفكير هاتفت زوجتي عددا من اصدقائنا واقاربي الأطباء ففي غدون دقائق معدودة كان طبيب القلب البارع وصديق العمر الوفي الدكتور أحمد مهنا الحراسيس على يمين السرير يطالع الفحوصات ويدقق في صور الأشعة ونتائج الفحوصات التي استخرجت من تيوبات الدم المسحوب من عروق يدي اليمني التي شعرت وكانها شلال من الدم تتدافع قطراته لتكون في عداد العينات التي ستكشف عن ما حل بي.
بلا تردد شرح الأطباء لي ان المرارة هي السبب الكامن وراء كل هذا الألم وان لا مفر من تطويقها وعزلها وابعادها والا فإن القادم لن يكون أجمل. ما هي إلا دقائق حتى حضر الجراح الهضمي الدكتور مروان عساف وامر بأن انقل الى غرفة العمليات وعلى الفور اذعنت دون تفكير ..بعدها شرح لي ان الخلاص من الألم لا يتاتى من التدابير المحافظة او الانتظار خصوصا وان آلام هذا العضو المختص بافرازات هضم البروتينات والدهون مؤشر على بدايات للالتهاب قد لا تكون اثاره محمودة .
بكل تسليم وعن طواعية اقتادني الفريق المساعد الى غرفة العمليات حيث حل الإيمان محل البيان وخرجت بعد ساعتين بلا مرارة.. وتذكرت قول رئيس وزرائنا الأسبق "كل مر سيمر".. لا اعرف كيف سيكون شعوري بعدما اقابل أول منسف وانا بلا مرارة؟!..