دون منازع ، حصل المواطن الأردني على امتياز الأسبقيه في إعتماد طريق حرق النفس كاسلوب للتعبير عن الاحتقان ، والاحتجاج على اسلوب المعيشة الحياتي المؤدي إلى الفقر .. نذكر جميعا خبر بثته وكالة الأنباء الاردنية في الحادي والعشرين من شهر تشرين الثاني الماضي ،مفاده إقدام ثلاثيني على اشعال نفسه بالنار في شارع "الجاردنز" للتخلص من الوحدة ورفيق عمره الفقر .
هذا المواطن ، لم يتحقق حلمه ولم يجهز على نفسه كما أراد ، فقد هَم أحد سائقي التاكسي خلال مروره مصادفة في المكان بإطفاء جسده قبل أن تأكله النيران ، كما كان لتواجد رجال الدفاع المدني في المنطقة مصادفة ، دور في الإسراع في انقاذ حياته ، وفقا لما نقله الزميل الصحفي حازم الخالدي الذي تواجد في المكان عينه .
انتهى الخبر دون متابعة قضية هذا المواطن الأردني .. ومعرفة قصته ، هل انتقل إلى الرفيق الأعلى ؟، أم مازال يتجرع ألم هذه الحروق في جسده ، الى جانب تجرعه لمرارة الفقر ..
بعد أقل من شهرين من حادثة " شارع الجاردنز" كان هناك تجدد لمثل هذا "التعبيرالاحتجاجي" في تونس ، ومن ثم في الجزائر ، وتوالت في مصر .... لكن الفارق الوحيد ان الشعب الاردني ، " لا بواكي له"، فهو يجوع ولا أحد يسمع بجوعه .
الشاب الاردني لم يكن هو الفقير الوحيد ، إلا أنه أول من اختار ان ينهي حياته بأشعال نفسه بالنيران "بالكاز والكبريت " للتخلص من الفقر والجوع والوحدة .. فهنالك العديد من الاردنيين الجياع الذين يعضون على جوعهم ويسكتونه ولا يتحدثون عنه ، حتى لو تحدثوا ، أو أحرقوا أنفسهم .. فما من مجيب لشكواهم .
والشيء بالشيء يذكر ، فقد طبع في احدى الصحف الاردنية الكبرى ، بطريق الخطأ بجانب نعي لإحد المواطنين الأردنيين" أسكنه فسيح جنانه ، أن وجد له متسع "
وعليه نقول : فاليرحم الله المواطن الأردني ،والدعاء بأن تجد آلامه وأوجاعه أذانا صاغية من المسؤولين ، وصدرا رحبا يتسع لكل همومهم .. " أن وجد المسؤولون متسعا " .
ويبقى حق الانتحار بالكاز والكبريته محفوظا للمواطن الاردني...
سهير جرادات
Jaradat63@yahoo.com