أصبح العمل التطوعي ذراعا رئيسياً مهما ينظر إليه اليوم كركيزة أساسية للدولة الحديثة ليس فقط في إطار العمل الاجتماعي بل في كافة المجالات والمناحي الخاصة التي تعنى بتنمية الفرد والجماعة على حد سواء .

فتكمن أهمية إطلاق جائزة الحسين بن عبدالله الثاني للعمل التطوعي في تنظيم العمل التطوعي والبعد عن العشوائية في العمل وفي الوقت نفسه تعزيز قيم ومعاني التطوع لدى الأفراد والمؤسسات في مجتمعنا الأردني من خلال تمكينهم بأدوات حقيقية تنعكس ايجابا على بناء الذات الوطنية وبناء الإنسان المنتمي حقيقة لأرضه وكينونته
لقد حملت الجائزة قيم العمل التطوعي الفردي والجماعي والمؤسسي فنمت لدى المتطوعين
حب التطوع والبحث عن أشكال وأوجه التطوع التي تتناسب مع المهارات الفردية والجماعية لديهم وعززت الجائزة ذلك بتحفيز أصحاب المبادرات والحرص على تمكينهم ليستمروا في العمل والإنجاز والمنافسة الإيجابية لرفعة شأن الوطن والمحافظة على بناءه.

لقد حرص سمو الأمير الحسين ولي العهد الأمين على حضوره شخصبا لتكريم الطاقات والإبداعات التطوعية على مستوى الأفراد والمؤسسات فكان التكريم الملكي رسالة عنوانها مدى أهمية وقيمة هذا القطاع التطوعي في بناء الدولة الحديثة التي نتطلع اليها جميعا .

ومن المهم الإشارة إليه هنا بأن الجامعة الأردنية برعاية رئيسها الأستاذ الدكتور نذير عبيدات هذا الصرح العلمي الشامخ قد حظيت بفرصة أن يكون لها نصيب أن تطلق جائزة الحسين بن عبدالله الثاني من أرضها ومكانها وبين طلبتها وهذه رسالة أخرى تحمل مدى القيمة والحب والمكانة التي تحملها جامعتنا الأردنية في لدن الهاشميين ولدن سمو ولي العهد شخصيا إضافة إلى إهتمام سموه بالشباب وحرصه على إشراكهم بكافة المبادرات والمشاريع لإنهم هم المستقبل الذي تنتظره الدولة الأردنية .

ولم تتوقف الجامعة الأردنية عند الإطلاق بل التقطت المبادرة الملكية وعززت ذلك بالعمل برسالة الجائزة وذلك بتعزيز العمل التطوعي والاهتمام بالطلبة الشباب الذين هم دوما محط اهتمام ورعاية جلالة الملك حفظه الله ورعاه فاحتفلت تحت رعايه الأستاذ الرئيس بإطلاق الملتقى التطوعي الأول في الجامعة الأردنية وتخريج مبادرات شبابية استضافت خلالها شخصيات مميّزة للحديث عن العمل التطوعي بالاضافه الى العديد من المؤسسات والمبادرات الخيريّة لتقديم فرص تطوعيّة لطلبة الجامعة الأردنيّة. وذلك تأكيدًا من الجامعة على أهمية ثقافة العمل التطوعي التي تعتبر ضرورية لتنمية وبناء مجتمعنا، لاسيما أن الجائزة تسعى إلى تعزيز وتنمية قيم المواطنة و معاني الانتماء والولاء للوطن و حسن المسؤولية المجتمعية لدى كافة الأفراد،

وذلك من خلال توفير رعاية الأنشطة الشبابية التطوعية التي تتسق مع الرؤى الملكية الرامية لإيجاد جيل واع ومنتم لوطنه وامته.
وهوما جسده طلبة الأردنية في الملتقى من تشجيع الشباب على خوض التجربة التطوعية وتوفير فرص تطوعية قيمة لهم، بالإضافة إلى تسليط الضوء على المبادرات الشبابية التطوعية الموجودة في الأردن وعرض تجارب بارزة لأشخاص بارزين في العمل التطوعي.
ولا بد من الإشارة أيضا إلى أهمية دور وزارة الشباب حقيقة في هذا المضمون من خلال سيرها بسن التشريعات والقوانين الناظمة الخاصة بتنظيم القطاع التطوعي والعمل التطوعي بحيث يصبح العمل أكثر تنظيما ومسؤولية لدى الأفراد والمؤسسات ويعزز المسؤولية الاجتماعية مما يصب في مصلحة ونجاعة العمل والإنجاز خدمة للأردن الوطن الأنموذج الذي نريد.

أخيرًا أتمنى أن تستمر الجهود الرسمية والخاصة والأهلية وتتضافر في العمل لتعزيز أهمية ونشر قيم ومعاني التطوع وتعزز بذلك رسالة جائزة الحسين بن عبدالله الثاني للعمل التطوعي لإنه لم يعد قطاعا ثانوياً .