عمون - الأهرامات المصرية القديمة هي أحد أبرز مظاهر العمارة والفن في فترة ما قبل التاريخ المتأخر. تُعتبر هذه الهياكل من أكبر المباني والمقابر الجنائزية في العالم، وقد تطورت من مقابر سابقة تعرف بـ"مقبرة المصطبة". تمثل الأهرامات رمزًا بارزًا للعمارة والفن المصري، حيث كانت تُبنى بهدف حماية جسد الفرعون بعد وفاته وجميع ممتلكاته التي يحتاجها في الحياة الآخرة، وذلك لتسهيل رحيله إلى عالم الآخرة، إذ كان المصريون القدماء يؤمنون بالحياة الأبدية.

تمتاز الأهرامات بتصاميم معمارية متعددة تضمنت منحوتات ولوحات جدارية ومجوهرات وفنون أخرى، وهذه العناصر كانت ضرورية للمحافظة على الفرعون بعد وفاته. يتميز كل هرم تقليديًا بوجود غرفة للملك تحتوي على جثمان الملك المحنط، ووضعت داخل تابوت ثمين. كان يتم أيضًا دفن العديد من القطع الأثرية مع الملك لمساعدته في الحياة الآخرة بحسب معتقدات القدماء المصريين. تمثيلات للملك المتوفى كانت توضع أيضًا داخل الهرم، وكانت هناك ممرات وهمية تُحفر لمنع التدنيس وسرقة الأشياء الثمينة من المقبرة.

تُنشأ جميع الأهرامات على الضفة الغربية لنهر النيل، حيث يغرب الشمس، ويرتبط هذا بالعقيدة المصرية بأن روح الملك تنضم إلى الشمس أثناء غروبها لتبدأ رحلتها الأبدية. غالبًا ما كانت الأهرامات مغطاة بالحجر الجيري الأبيض المصقول لإعطائها مظهرًا لامعًا من بعيد. تُبني الأهرامات قرب نهر النيل لتسهيل نقل الحجر من المحاجر إلى الموقع.

تشكل الأهرامات جزءًا من مجمع جنائزي يتألف من الهرم نفسه ومعبد جنائزي مجاور، يتصلان بجسر. كان الاتجاه الشائع لبناء الأهرامات نحو الأفق الغربي، حيث يغرب الشمس، وكانت تقع بالقرب من مدينة ممفيس. حتى الآن، تم تحديد حوالي 118 هرمًا في مصر، ومعظمها صغير الحجم، ولكن هناك اكتشافات جديدة تظهر أحيانًا، مما يشير إلى وجود المزيد من الأهرامات الغير مكتشفة.