ما تسعى وزارة التربية والتعليم لتحقيقه مع مطلع العام الدراسي الجديد في خطة عملها القادمة يؤكد تبلور الأفكار الاستعجالية العميقة في عقلية صاحب القرار ، في خطوات هامة تهدف من خلالها الى تلبية متطلبات المستقبل ، بعد اعداد نموذج تعليمي مطور دخل مرحلة التنفيذ ، والذي جاء ليتناسب مع طموح ورغبات الطلبة وبما يحقق رؤية الدوله وترسيخ الأهداف المرجوة ، حيث العمل على استثمار كل الإمكانات المتوفره ، وممارسة سياسة المرونة والتدرج والتوازن في تطبيق هذا النوع من التعلم ، من توفير بيئة مدرسية مجهزة وكوادر تعليمية مؤهلة ومواد دراسية تتناسب مع الكم المعرفي ووفق النظام والمنهج التعليمي المطلوب ، وهذا ما تحرص على انتهاجه وزارة التربية والتعليم .

أن وزارة التربية والتعليم واثقة من قدرتها على إنجاح السنة الدراسية بمعية الإطار التربوي العام ، لتثبت أن التعليم في الاردن سيبدأ مرحلة جديدة من التطور والارتقاء بالمخرجات ، والتي ستنعكس نتائجها بالفعل على القائمين على شأن التعليم بالدولة في المستقبل القريب ، حيث تعمل على اعداد البرامج المناسبة لتهيئة كافة عناصر العملية التعليمية اثباتاً لقدرتها على تحقيق تعليم نوعي من نوع جديد يضمن مستقبل واعد ، حيث الامل والثقة بأن الميدان التربوي سيمضي في مسيرة العطاء ، ذلك بالعمل على تضافر جهود الجميع للعمل بتناغم وفاعلية بين كافة مكوناته ، وعلى شكل خلية منسجمة ، ذلك بالتحول الجديد لمرحلة التعليم الثانوي وتطبيق المسارات التعليمية الجديدة بعد الصف التاسع ، فتلك فرصة حقيقية تمكننا من الخروج عن الإطار التقليدي في التعليم ، والولوج الى عصر التعلم التطبيقي وفق احتياجات سوق العمل ، والذي تكون فيه مهارات القرن الحادي والعشرين هي الأساس في عملية التعليم والتعلم وصولا الى الاقتصاد القائم على المعرفة ، ولنثبت أن المعارف والعلوم لا يحدها حواجز أو عوائق زمنية أو مكانية ، حيث أن المعلمين والطلبة رهان نجاح هذه الصورة الجديدة وجودة مخرجاتها .

اننا واثقون من أن وزارة التربية والتعليم ستخوض التجربة بكل همة ومسؤوليه ، لتكون قادرة على مواجهة المرحلة القادمة بالاستعانة بالخبرات التربوية وبالاستناد الى سياساتها المعرفية وثقتها بكوادرها وبموادرها ، وهذا تاكيد واضح على حرص الوزارة على تبني نهج حديث في منظومتها التعليمية ، خاصة انها ماضية في العمل على تأهيل المعلمين لاستخدام أنظمة حديثة في العمل التعليمي ، اضافة الى مساعدة الطلبة في التعرف على العام الدراسي الجديد الذي يحمل انواعاً جديدة من مسارات التعليم ، وهذا بتطلب قدرة على تعزيز الترابط بين دور المدرسة وكافة المتداخلين في العمل ،والذي يعد الركيزة الرئيسية وربما الأهم في تحقيق الأهداف ، ما سنضوي على مكاسب عدة لعل أبرزها تعزيز التكامل في الأدوار وفق هذه المنظومة الجديدة ، مما سيساهم في مواصلة العملية التعليمية لأبنائنا بكل همة ومسؤولية وهو أمر هام في حد ذاته وهذا يلزم تضافر الجهود ما يشكل العامل الأول للنجاح .

وأخيرا فأن هذا العمل وإن كانت يحمل في أعماقه جهداً كبيرا ، إلا أن مخرجاته ستلعب دوراً جوهرياً في قرارات تطوير التعليم ومساراته في المرحلة المقبلة ، وهي فرصة جيدة لانطلاقة جديدة نحو مفهوم مطور لعملية التعليم والتعلم ، وأدواراً مستحدثة تحاكي في مضمونها فئات مختلفة من مجتمعنا الأردني ، وفكراً جديداً ينمي مهارات القرن الحادي والعشرين لدى الطلبة، ويمكنهم من فكر جديد حول الحصول على التعليم الذي يلبي طموحهم واحتياجات الأردن من الايدي العاملة مهما كانت العوائق والتحديات.

وفقنا الله جميعا لخدمة ابنائنا الطلبة وحفظ الله ورعاه .

والله ولي التوفيق