facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




انها جدارا قلباً وقالباً


السفير الدكتور موفق العجلوني
02-09-2023 02:56 PM

تشير كلمة جدارة لغوياً إلى القيمة أو اللياقة أو الاستحقاق. وعندما تُستخدم كاسم لجامعة مثلاً، تشير إلى مستوى التميز والجودة العالية لتلك الجامعة وقدرتها على تقديم التعليم والبحث بشكل متميز. عادة ما تُستخدم هذه الكلمة للإشارة إلى الجامعات التي حققت نجاحات كبيرة ولها سمعة ممتازة في عدة مجالات .

جامعة جدارا، ليس من باب الدعاية والنشر، ولكن هي قصة واقعية عشتها لأول مرة مع جامعة جدارا ومن داخل اسوارها ومعاشرة رئاستها وادارتها واساتذتها وطلابها وموظفيها. هي قصة نجاح وطني، تتابع الآن التدويل ضمن الخطة الإستراتيجية ٢٠١٩ - ٢٠٢٣ من حيث التصنيف، والترتيب، والتدريس، والبحث، وخدمة المجتمع ، والابتكار ، والحوكمة ، والقيادة ، والتميز ، وريادة الأعمال. تهدف جامعة جدارا إلى تقديم مخرجات ذات جودة عالية إلى السوق مثل رفع القدرة التنافسية للخريجين، والتعليم الجيد الذي يلبي المعايير العالمية، ونتائج التعلم المتميزة وخدمة التنمية الوطنية من خلال الاستثمار الأمثل للموارد البشرية.

تشرفت بالمشاركة في جامعة جدارا في المؤتمر الدولي الثامن لمعامل التأثير العربي التصنيف العربي للجامعات خلال القترة من ٢٩ – ٣١ اب ٢٠٢٣.

فعلاً استحقت الجامعة ان تأخذ اسم جدارا بجدارة، نسبةً إلى المدينة الأثرية أم قيس . و كما هو معروف تقع الجامعة على الحافة الغربية لسهول حوران، وعلى مساحة إجمالية تقدر بحوالي مئتي دونم على بعد حوالي (٢٠) كم جنوب شرق مدينة اربد، حاضرة الشمال، وعلى الطريق الدولي بين دمشق وعمان وعلى مفترق طرق رئيسة تربط هذا ألموقع بمراكز محافظات إربد، وجرش . اكاد جازماً ان أقول ٩٩٪ جامعة جدارا جديرة بالجدارة اسماً ومعناً وعنوانا ومضموناً ً. اما الـ ١٪ فالحل وحصول الجامعة على الـ ١٠٠٪ هو" حل دبلوماسي " متواجد بيد رئيس هيئة المديرين عطوفة الدكتور شكري المراشدة.

عندما تلقيت الدعوة من معالي الدكتور عمرو عزت سلامة الأمين العام لاتحاد الجامعات العربية للمشاركة في هذا المؤتمر الهام، وقعت في حيرة عما أتكلم، وبالتشاور مع قامات العلم والمعرفة الأساتذة الكرام اقترح على الصديق رئيس جامعة أبو ظبي عطوفة الأستاذ الدكتور غسان عواد عنوان:" تأثير التكنولوجيا وخاصة الذكاء الاصطناعي على التعليم والبحث العلمي ". وقد بارك معالي الأمين العام لاتحاد الجامعات العربية الدكتور عمرو عزت سلامة ، ورئيس المؤتمر الأستاذ الدكتور محمود عبد العاطي هذا العنوان وأهمية تناوله في المؤتمر: من هنا يسعدني ان اضع القارئ الكريم كما وضعت المؤتمر والمشاركين والحضور بهذا العنوان، والذي باعتقادي يمكن ان يكتب عنه مقالات ومقالات لا بل رسائل ماستر ودكتوراه.

كما هو معلوم فقد عاش الإنسان طوال تاريخه على استكشاف أسرار العالم وخفاياه من حوله، وفهم تفاصيله بأكبر قدر ممكن. ومع تطور التكنولوجيا، فقد شهد التعليم والبحث العلمي تطورات هائلة، ومن أبرز هذه التطورات ، بروز الذكاء الاصطناعي بقوة و من كل هب و صوب (Artificial Intelligence ) .

فالذكاء الاصطناعي (AI ) هو عبارة عن مجموعة من التقنيات والأنظمة التي تهدف إلى منح الأجهزة والبرمجيات القدرة على محاكاة الذكاء البشري. وقد أثر هذا التقدم بشكل كبير على التعليم والبحث العلمي من خلال المعطيات التالية:

تحليل البيانات الضخمة: مع التزايد المستمر في كمية البيانات المتاحة، حيث يساعد الذكاء الاصطناعي على تحليل واستخلاص المعلومات المهمة من هذه البيانات بسرعة ودقة هائلة، مما يسهم في تقدم البحوث في مختلف المجالات.

التنبؤات العلمية: يمكن للذكاء الاصطناعي بناء نماذج تنبؤية بناءً على البيانات والأنماط المكتشفة، مما يسهم في توجيه البحث نحو الاتجاهات الواعدة وتوجيه الاستثمارات البحثية بشكل أكثر دقة.

تسريع الاكتشافات العلمية: بفضل قدرة الذكاء الاصطناعي على محاكاة العمليات العقلية، يمكنه تسريع عمليات البحث والتجارب، مما يؤدي إلى اكتشافات أسرع وأكثر تطورًا في مختلف المجالات العلمية.

التفاعل والتواصل: يمكن للذكاء الاصطناعي تحسين عملية التفاعل والتواصل بين الباحثين من مختلف الثقافات واللغات، مما يسهم في تبادل المعرفة والأفكار بشكل أوسع وأعمق.

مع هذه المزايا المذهلة، يجب أن نتذكر أن استخدام التكنولوجيا، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي، يأتي مع تحديات وأخطار أيضًا. يجب ضمان الأمان والخصوصية أثناء التعامل مع البيانات، وضمان التنظيم والمراقبة الجيدة لضمان استخدامها بشكل أخلاقي ومسؤول. وباعتقادي جاء قانون الجرائم الالكترونية ليتماشى مع الأمان والخصوصية.

ولكن كيف نواجه الذكاء الاصطناعي بإيجابياته وسلبياته، لأننا لا محالة لا بد من المواجهة سواء قبلنا او ابينا ولا بد ان نواكب العالم والتقدم التكنولوجي.

الذكاء الاصطناعي (AI) هو مجال متطور يحمل معه إمكانيات هائلة وتحديات كبيرة. ولمواجهة الذكاء الاصطناعي بإيجابياته وسلبياته ومعالجة الجوانب الإيجابية والسلبية، يمكن اتباع بعض النصائح والإجراءات:

في مواجهة الإيجابيات:

- يجب الاستفادة من التطور الاقتصادي: يمكن للذكاء الاصطناعي أن يحدث زيادة في الإنتاجية وتحسين العمليات الاقتصادية في مختلف الصناعات.

- تطوير الحلول الابتكارية: يمكن للذكاء الاصطناعي أن يسهم في إيجاد حلول جديدة للتحديات المعقدة مثل الرعاية الصحية وحماية البيئة.

- تحسين جودة الحياة: يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي في تطوير تقنيات لتحسين الحياة اليومية للأفراد، مثل التحكم في المنزل الذكي والمساعدات الشخصية.

- التعلم الآلي والتخصيص: يمكن تطوير أنظمة تعلم آلي تساعد في تخصيص عملية التعليم وفقًا لاحتياجات الطلاب.

في مواجهة السلبيات:

- البطالة وتغيرات سوق العمل: قد يؤدي تطوير الذكاء الاصطناعي إلى فقدان بعض وظائف التي تتطلب أعمالًا متكررة ومكررة.

- قضايا أمان البيانات والخصوصية: يجب التعامل بحذر مع جمع واستخدام البيانات الشخصية، مع ضمان حماية الخصوصية وتجنب الاستخدامات السيئة للبيانات.

- تحديات أخلاقية: يجب تحديد معايير أخلاقية لاستخدام التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، بما في ذلك قضايا مثل التمييز والقرارات الأخلاقية الصعبة التي قد تتطلبها الأنظمة الذكية.

- التأثير على التفكير البشري: يجب مراقبة تأثير التكنولوجيا على قدرة البشر على التفكير النقدي واتخاذ القرارات.

الخطوات العملية التي يجب اتخاذها:

- التعليم والتعلم والتدريب: تشجيع التعلم والتدريب المستمر لفهم واستخدام التكنولوجيا بشكل فعال.

- التنظيم والرقابة: وضع قوانين ولوائح للتحكم في استخدام التكنولوجيا وضمان الامتثال للأخلاقيات والسلامة. (قانون الجرائم الالكترونية)

- البحث والتطوير: دعم البحث والابتكار في مجال الذكاء الاصطناعي لتحسين القدرات وحل المشكلات.

- الحوار العام: تشجيع النقاش العام حول التأثيرات الاجتماعية والأخلاقية للذكاء الاصطناعي.

- مواجهة التحديات والاستفادة من إمكانيات الذكاء الاصطناعي تتطلب تعاونًا شاملاً بين الحكومات والشركات والمجتمعات والأفراد لضمان تطوره بشكل مسؤول وإيجابي.

وبالتالي يعد التأثير الذي يمتلكه الذكاء الاصطناعي على التعليم والبحث العلمي تأثيراً عميقاً ومتعدد الجوانب. إذ يفتح آفاقًا جديدة واسعة ومغرية وجذابة، للاكتشاف والتقدم في مختلف الميادين الحياتية، ولكنه بنفس الوقت يتطلب أيضًا تعاطيًا حذرًا ومسؤوليَّة كبيرة لضمان استفادة مستدامة وإيجابية وبناءة.

واخيراً وليس اخراً، اود أن اعبر عن خالص الشكر والامتنان للجميع على نجاح المؤتمر: "عوامل التأثير وتصنيف الجامعات". هذا الحدث الرائع لم يكن ممكنًا دون الادارة الحصيفة للجامعة، والتنظيم والترتيب والاشراف، والمشاركة الفعّالة والمثمرة للمشاركين، ولهذا اشعر بامتنان عميق تجاه كل من ساهم وشارك في تحقيق هذا الإنجاز. حيث يمثل هذا المؤتمر الهام مناسبة للتعلم والتبادل المثمر للأفكار والخبرات، ويساهم في تعزيز فهمنا لعوامل التأثير وتصنيف الجامعات. نأمل أن يكون هذا المؤتمر بداية لمزيد من البحث والنقاش حول هذا الموضوع المهم.

نشكر الجهود الكبيرة التي قدمها المتحدثون والمشاركون، والمنظمون، والجهات الراعية، وخاصة رئيس هيئة المديرين عطوفة الدكتور شكري المراشدة، ومعالي الأستاذ الدكتور محمد طالب عبيدات رئيس الجامعة الأسبق و ضيف شرف المؤتمر ، وعطوفة الأستاذ الدكتور حابس محمد الحتاملة رئيس الجامعة بالوكالة. ونخص بالذكر دور اتحاد الجامعات العربية ممثلاً بالأمين العام معالي الأستاذ الدكتور عمرو عزت سلامة وكذلك رئيس المؤتمر سعادة الأستاذ الدكتور محمود عبد العاطي، وكل من ساهم بأي شكل من الأشكال في انجاح هذا الحدث.

نأمل أن نتمكن من الاستفادة من هذه النجاحات في بناء مستقبل أفضل للتعليم العالي وتطوير الجامعات في الأردن والدول العربية الشقيقة ونتطلع إلى مزيد من التعاون والنجاحات المشتركة في المستقبل، و ان نرى جامعاتنا في الأردن و الدول العربية الشقيقة في مقدمة تصنيف الجامعات في العالم .

* مركز فرح الدولي للدراسات والأبحاث الاستراتيجية





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :