ما أفضل درجة حرارة لحصول كبار السن على نوم جيد؟
01-09-2023 10:37 PM
عمون - تعد قلة النوم أو النوم المتقطع مشكلة حقيقية يعاني منها كثيرون، وغالباً ما تزداد ثقلاً في الليالي الحارة. ومع تغير المناخ وارتفاع درجة حرارة كوكب الأرض، أصبحت مشكلة ملحة وتحتاج إلى البحث عن حلول.
فريق من الباحثين، من كلية الطب في جامعة هارفارد الأميركية، أجرى دراسة، أعلن نتائجها (الخميس)، على مجموعة تتألف من 50 متطوعاً تزيد أعمارهم على 60 عاماً يعيشون في ولاية بوسطن بالولايات المتحدة. وتبين أن «نطاق درجة الحرارة الأمثل للنوم الأكثر راحة يتراوح بين 20 و25 درجة مئوية (68 إلى 77 درجة فهرنهايت)».
وأفادت نتائج الدراسة المنشورة في دورية «ساينس أوف ذا توتال أنفرومينت» بأنه عندما ارتفعت درجات الحرارة من 25 درجة مئوية إلى 30 درجة مئوية، انخفضت كفاءة نوم المشاركين في الدراسة بنسبة تصل إلى 10 في المائة.
ووفق نتائج الدراسة، هذا ليس مقداراً بسيطاً، إذ أظهرت دراسات سابقة، أن «انخفاض كفاءة النوم بنسبة 10 في المائة كفيلة لإضعاف أداء الدماغ وزيادة التوتر والقلق والشعور بالتعب»، كما يؤثر ذلك على «التحكم في مستوى السكر في الدم خلال اليوم التالي».
وهو ما علق عليه، الباحث الصحي في كلية الطب بجامعة هارفارد، أمير بني سعدي، الذي قاد الدراسة، قائلاً: «بينما نتصارع مع الآثار الأوسع لتغير المناخ، يجب ألا نتجاهل تأثيره المحتمل على شيء أساسي مثل النوم». وأضاف في بيان صحافي نشر (الخميس) على موقع «ساينس أليرت»، «نعلم بالفعل أن قلة النوم يمكن أن يكون لها آثار دائمة على صحتنا الجسدية والعقلية، بل إنها تغير الطريقة التي نرى بها الناس، ما يؤثر على علاقاتنا المجتمعية».
في حين أشار الدكتور أحمد البرماوي، استشاري الأنف والأذن والحنجرة في مستشفى «إن إم سي رويال» في الإمارات، إلى «تناول الدراسة تأثير ارتفاع درجات الحرارة على كفاءة النوم». وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن «درجة الحرارة تأتي ضمن عوامل أخرى كثيرة تؤثر على كفاءة النوم أبرزها، عامل السن، وزيادة الوزن، والإرهاق، وعدم انتظام ساعات العمل، بالإضافة إلى الأمراض التي تسبب الضيق والاختناق في الجهاز التنفسي كالتهاب الجيوب الأنفية أو تضخم اللوزتين».
وأضاف البرماوي أنه مع تغير المناخ أصبح ارتفاع درجات الحرارة عاملاً خطراً لكل الفئات العمرية عموماً، ولفئة كبار السن بشكل خاص.
وتعرف كفاءة النوم بإجمالي الوقت الذي يقضيه الشخص في النوم إلى إجمالي الوقت الذي يقضيه في السرير، ما يعد أيضاً مقياساً للأرق، وفق موقع الجمعية الأميركية لعلم النفس.
تآكل ساعات النوم
تتبعت الدراسة أنماط نوم الأشخاص ودرجات الحرارة داخل منازلهم، حيث رُكّبت أجهزة استشعار لدرجة حرارة الهواء والرطوبة في غرف نوم المشاركين، الذين بلغت أعمارهم 65 عاماً فيما فوق، وارتدوا جهازاً يشبه الحلقة طوال الليل لتتبع نومهم ودرجة حرارة الجلد ومعدل ضربات القلب والحركة. جمع الباحثون، في المجمل، ما يقرب من 11000 ليلة من النوم والبيانات البيئية لتحليلها. وأفادت الدراسة بأنه بحلول عام 2099، قد تؤدي درجات الحرارة المرتفعة إلى تآكل نحو 50 ساعة من النوم للشخص الواحد سنوياً.
وعليه، توصي النتائج بضرورة تعزيز التدابير الرامية إلى تحسين الراحة الحرارية للمساكن، خصوصاً دور رعاية المسنين وأماكن الإسكان العام، وضرورة البحث عن حلول تتجاوز تكييف الهواء، إلى توظيف الدهانات العاكسة للحرارة ومواد البناء الأنسب.
ويقترح بن سعدي، إجراء تعديلات على بيئة النوم الشخصية لتحسين ظروف النوم، مثل تحسين تدفق الهواء، مشدداً على أن تحسين الراحة الحرارية للمبنى نفسه، يمكن أن يحدث فرقاً أكبر، على الرغم من أنه أمر أكثر صعوبة وتكلفة. ودعا للحفاظ على رطوبة الجسم، بقوله بالنسبة لمعظم الناس، فإن شرب نحو لترين من الماء يومياً يكفي للبقاء رطباً، وإذا كان الشخص يعاني من حالة صحية أو يتناول أدوية قد تؤثر على قدرته على البقاء رطباً، فمن الأفضل أن يطلب المشورة من مقدم الرعاية الصحية الخاص به. وتابع، أن استخدام ملابس نوم خفيفة وقابلة للتنفس، وغطاء أخف على السرير يمكن أن يساعد في تنظيم درجة حرارة الجسم ومنع ارتفاع درجة الحرارة في أثناء الليل.
وشدد بن سعدي على ضرورة ممارسة أنشطة الاسترخاء قبل النوم، مثل القراءة أو الاستماع إلى الموسيقى الهادئة، لتحضير الجسم للنوم. كما أكد على ضرورة تجنب تناول الوجبات الثقيلة والأطعمة الغنية بالسكر والمنشطات مثل الكافيين قريباً من وقت النوم.